أكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، الجمعة، أن نحو 3.8 مليون شخص يواجهون الموت بسبب الجوع إثر الصراع المستمر والانكماش الاقتصادي في جنوب السودان، وذلك مقابل 1.3 مليون شخص في ديسمبر 2014.
وأفادت الفاو في بيان نقلته وكالة "الأناضول" أن التصنيف المرحلي الجديد للأمن الغذائي لديها حذر أنه ما لم تتخذ إجراءات لتدارك الوضع فسوف يتفاقم لتصل هذه الأعداد إلى 4.6 مليون شخص، أي نحو 40% من مجموع سكان البلاد بحلول يونيو المقبل.
وتكشف "الفاو" أنها رصدت الأوضاع الشهر الماضي وأن معظم الاشخاص المتضررين من الصراع يتمركزون شمالي شرق البلاد والجزء الغربي بولاية بحر الغزال الكبرى حيث يستمر تدهور الظروف الإنسانية نتيجة لامتداد النزاع.
وتمخض الصراع عن تعطل موسم الزراعة في العام الماضي في ولاية أعالي النيل الكبرى، مؤدياً إلى تشريد الملايين من رؤوس الماشية وفرار الرعاة إلى أنحاء متفرقة من البلاد.
ومع تصاعد القتال يتواصل تشريد أعداد إضافية، فيما يتجاوز ما سجل بالفعل في عام 2014 1.5 مليون شخص في تلك المنطقة.
في الوقت ذاته، فإن المناطق غير المتضررة من الصراع لم تعد العديد من أسواقها تعمل على نحو كاف، في حين دفع ارتفاع التضخم وهبوط قيمة العملة المحلية بأسعار المواد الغذائية إلى الارتفاع.
وكشف تقرير الفاو أيضاً أنه بالإضافة إلى 3.8 مليون شخص يصنفون في مستويات "الطوارئ والأزمة"، فثمة 4 ملايين بلغوا مرحلة "الإجهاد الغذائي".
وقال الخبير إرمينيو ساكو، رئيس المستشارين الفنيين في برنامج نظام معلومات الأغذية والزراعة بجنوب السودان، إن ذلك يعني "أن السكان لن يكونوا قادرين على إدامة معيشتهم أو تلبية احتياجاتهم الغذائية دون اللجوء إلى آليات مواجهة سلبية بما في ذلك استهلاك الأطعمة البرية وتخطي وجبات الطعام".
وسجلت أسعار الحبوب والزيوت النباتية والسكر المنتجة محلياً والمستوردة في عاصمة جنوب السودان جوبا، زيادات تتراوح بين 24 - 69% في الربع الأول من العام، في ما يمثل حالياً ما هو 90 - 100% فوق المستويات الموسمية العادية.
ويستحوذ شراء الغذاء عادة على حصة كبيرة من إنفاق الأسرة وما يصل إلى 85% من دخل فقراء الحضر، ومع تآكل الدخل والانكماش الاقتصادي على نحو متواصل، سيعجز أشد الفقراء في المناطق الحضرية والريفية عن تلبية احتياجاتهم الغذائية.
وتسعى الفاو للوصول إلى 2.8 مليون شخص من خلال دعم سبل المعيشة بتوفير أطقم حالات الطوارئ في عام 2015 بما في ذلك مجموعات المحاصيل، والخضروات، ومستلزمات الصيد، ووسائل معالجة القطعان.
لكن المنظمة تحذر من أن قدرة شعب جنوب السودان على التعافي ستظل هشة ما لم يتمكن السكان من أن يستأنفوا كليّاً إعادة بناء سبل معيشتهم.
ومنذ منتصف ديسمبر 2013، تشهد الدولة الوليدة، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء عام 2011، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لريك مشار النائب السابق للرئيس سلفاكير ميارديت، بعد اتهام الرئيس لمشار بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه الأخير.
سودان تريبون