الجزيرة
ارتفع عدد قتلى المواجهات التي تدور بين الجيش النيجيري وأفراد جماعة توصف بالمتشددة في شمال البلاد منذ الأحد الماضي -وهو يوم بدء المواجهات- إلى أكثر من 300 شخص أكدت الشرطة أن أكثرهم من أفراد الجماعة. وقال ضابط رفيع في الجيش النيجيري إن أفراد الجماعة فروا أمس من مدينة مايدوغوري الشمالية التي يحاصرها الجيش منذ الأحد.
وتحدث السكان عن أربع سيارات تقل أعضاء من جماعة "بوكو حرام" غادرت المدينة.
وتدفق ألف جندي إضافي على هذه المدينة التي توصف بمعقل الجماعة التي حوصرت وقصف بيت قائدها محمد يوسف.
ولم يعرف مصير يوسف، لكن الشرطة لم تستبعد أن يكون قتل في المعارك التي استعملت فيها الدبابات والآليات وأدت إلى نزوح 1000 ساكن يضافون إلى 3000 آخرين غادروا المدينة سابقا.
وتركز القتال في معاقل الجماعة التي ظهرت في 2002 في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو، ويطلق عليها أحيانا المسؤولون اسم طالبان ويقولون إنها تريد فرض الشريعة في عموم نيجيريا.
رهائن
وقالت الشرطة إنها حررت 95 امرأة وطفلا كانوا محتجزين في أحد المباني، وهو رقم أقل من الذي عرضته في وقت سابق.
ولم تستبعد مصادر أمنية أن تطول مدة عملية مايدوغوري لوجود مدنيين في المدينة التي سقط فيها أغلب قتلى الاشتباكات وفرض بها حظر تجول.
كما قالت الشرطة إنها عثرت أمس على 33 من جثث مسلحين قتلوا في معركة قرب بلدة بوتيسكوم في ولاية يوبي المجاورة، فيما اعتقل 53 منهم في ولاية كانو غرب مايدوغوري.
الحكومة هي البادئة
وبدأت الاشتباكات الأحد في ولاية بوتشي بعد اعتقال أعضاء في الجماعة، وامتدت إلى ثلاث ولايات أخرى، وأُحرقت مراكز شرطة وكنائس وسجون.
ويقول مراقبون إن الهجمات أعد لها منذ شهور، فقد نفذت الشرطة مداهمات وعثر على متفجرات وأسلحة.
وتوعد الرئيس عمر موسى يارادوا بـ "سحق" الجماعة، لكنه قال مساء الثلاثاء قبل أن يسافر إلى البرازيل إنه يريد أن يؤكد أن "هذا ليس صراعا دينيا، وطالبان ليست من بادر بمهاجمة قوات الأمن، بل يتعلق الأمر بعملية جاءت بناء على معلومات أمنية جمعناها عن نواياهم، لنشن هجوما كبيرا".
يارادوا قال إن قوات الأمن هي من بادر بمهاجمة الجماعة (الفرنسية-أرشيف)
وتطبق 12 ولاية الشريعة في شمال نيجيريا التي تندلع فيها دوريا مثل هذه الاشتباكات بسبب خلافات دينية وعرقية وبسبب الصراع على الأرض والماء.
وطلبت جمعية "نصر الإسلام"، أكبر المنظمات الإسلامية في نيجيريا، من كل المسلمين إدانة "هذه النشاطات الإجرامية وتقديم أكبر دعم ممكن لقوات الأمن".
أسباب العنف
ودان بان كي مون موجة العنف ودعا الحكومة النيجيرية والدوائر الأمنية والقانونية ووجهاء الدين إلى معالجة أسباب الصراعات الدينية المتكررة في بلادهم.
وقتل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 700 بسبب خلاف انتخابي بين مسلمين ومسيحيين في مدينة جوس في وسط البلاد، يضافون إلى 9000 لقوا مصرعهم في صدامات أخرى منذ 1998 تاريخ عودة الحكم المدني إلى نيجيريا التي يحكمها الآن رئيس مسلم من الشمال خلف في 2007 رئيسا مسيحيا من الجنوب.
ويوجد في نيجيريا 200 مجموعة عرقية يمثلون 140 مليون ساكن، يتركز مسلموهم في الشمال ومسيحيوهم ووثنيوهم في الجنوب.
الموافق30/7/2009 م