وصف المنسق الوطني لحزب طلائع الحريات (قيد التأسيس) علي بن فليس وضع البلاد –حاليا- "بالمأساوي"، بعدما أضحت الجزائر "حبيسة بلا أفق".
وأكد بن فليس، خلال المؤتمر الجهوي الخامس والأخير الذي ضم ولايات الوسط احتضنته ولاية البليدة، أمس، أنّ "الجزائر في خطر"، كون "الرأس لا يرأس والحكومة لا تحكم والمؤسسات لا تؤسس لما يخدم الصالح العام ويعتني بالشأن العام"، مضيفا أنّ التهديدات المباشرة المتراكمة في الجوار القريب تسببت في "اهتزاز الدولة الوطنية، جراء شغور السلطة وتعطل المؤسسات".
وفي الصدد ذاته أكد بن فليس أن "السلطة السياسية فاقدة للشرعية والمصداقية"، بعد أن "بددت الحكومة عشرية كاملة من البحبوحة المالية، دون بناء منظومة اقتصادية واجتماعية حصينة ومنيعة" و"فشلت في القيام بإصلاحات اجتماعية".
كما عرج بن فليس على "الأزمة الطاقوية العالمية التي طالت الاقتصاد الوطني"، معتبرا إياها أسباب تواجد الجزائر في خانة الخطر.
وتوقف بن فليس عند قضايا الفساد التي "تراكمت وتشابهت، دون أي رد فعل ردعي من السلطات العمومية"، فصار الإجرام المالي -يتابع رئيس الحكومة الأسبق- سيد الموقف في بلادنا. والحال أن الرشوة الكبرى قد وضعت الاقتصاد الوطني تحت قبضتها الحديدية المطلقة.
وجزم بن فليس بأنّ "الدولة مازالت ضعيفة في وجه الفساد، وبأن الاقتصاد الوطني مازال عرضة لجرائمه وأضراره، والمجتمع مازال دون مناعة وحصانة تَقِيه شره وإثمه"، بسبب غياب أطر نظامية تثبت فاعليتها في محاربته والوقاية منه، وغياب تشريعات سارية المفعول تفرض قدرتها على القضاء عليه.
بالمقابل رافع المنسق الوطني لحزب طلائع الحريات (قيد التأسيس) عن تشكيلته السياسية قائلا: إنها ليست حزبا جاء لإثقال المشهد السياسي الوطني أو تزيينه، وليس تجمعا لنساء ورجال التفوا حول الدفاع عن مصالح أو مأرب ضيقة وخاصة، وليس فعل نساء ورجال يلهثون وراء بناء أو تلميع مسارات سياسية فردية، وليس إطارا سياسيا أُسِسَ لتحسين سمعة سياسيات وسياسيين بحاجة ذاتية إليها. بل لطلائع الحريات اليوم "دور وغاية وطموح يتمثلون في زرع الأمل مكان اليأس، والتفاؤل مكان الإحباط، والاستبشار بالمستقبل مكان المرارة والامتعاض".
في هذا الصدد وجه بن فليس رسالة ضمنية إلى كل من شكك في "مشروعه السياسي" والتزامه بالموعد المحدد مسبقا لعقد المؤتمر التأسيسي المقرر يومي 13 و14 جوان الداخل، جازما أن "طلائع الحريات في طريقها إلى الوجود"، مردفا أنّ تشكيلته هي حزب سياسي بمعناه الأنبل وبمغزاه الأكمل، وهو في خدمة شعب وتحت تصرف أمة".
الشروق