أفضي اجتماع بين قادة من تنظيم الدولة “داعش” وبين مشايخ وأعيان لبعض القبائل الليبية بمنطقة النوفلية (127شرق سرت) إلى الاتفاق على دخول مقاتلين تابعين للتنظيم لبلدة هراوة (70 كلم شرق سرت) دون قتال.
وذكرت مصادر ليبية مطلعة للأناضول اليوم أن “الاتفاق الذي جرى أمس الخميس ينص على دخول وتمركز منتسبي تنظيم الدولة بجانب بعض المقرات العامة في منطقة هراوة “، مؤكدًا أن “قبول أعيال القبائل في تلك المنطقة بذلك كان حقنًا لدماء أبناء البلدة في ظل عدم قدرتهم على مواجهة داعش دون مساندة من الجيش الليبي”.
وبحسب تلك المصادر فإن “الاتفاق نص أيضًا على أن يقوم التنظيم في مقابل دخوله للبلدة بإطلاق سراح عدد من شبابها الذين أسرهم في وقت سابق، كما اشترطت داعش عدم وجود أي بوابة أو تواجد عسكري على امتداد الطريق بين البلدة والبلدات المجاورة”.
المصادر ذكرت أيضًا أن “هناك اجتماعًا آخر سيضم الطرفين في وقت لاحق للاتفاق على أمر دفع فدية من قبل أهالي بلدة هراوة إلى التنظيم نظير قتلى الأخير خلال المواجهات المسلحة التي وقعت في المدينة في وقت سابق”.
كما طالب التنظيم بحسب ذات المصادر من أهالي البلدة الذين انخرطوا في وقت سابق في قتال ضده “إعلان استتابتهم” مشيره إلى “امتلاك التنظيم لقوائم تحتوي على أسماء كل من شارك في القتال ضده”.
“وتأتي هذه الخطوة من قبل التنظيم بعد سيطرته على مدينتي سرت والنوفلية المحيطتين ببلدة هراوة من الشرق والغرب وذلك لتوسيع رقعة نفوذه في المنطقة”، بحسب ذات المصادر الليبية.
وكانت بلدة هراوة الليبية تخضع لحصار من قبل مسلحي داعش بعد انسحاب قوات فجر ليبيا (التابع للمؤتمر الوطني في طرابلس وحكومة الإنقاذ) التي كانت تتمركز في المكان قبل أشهر الأمر الذي دعا أهالي البلدة للدخول في معارك مع “داعش” دون أن يتمكنوا من فك الحصار.
ويعد أول إعلان لتنظيم “داعش” لوجوده داخل الأراضي الليبية كان قبل أشهر خلال ندوة أقامها مسلحون تابعون له وكتائب أخرى موالية له بمدينة درنة شرقي البلاد سميت “مدوا الأيادي لبيعة البغدادي” في إشارة لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، تبنى بعدها التنظيم العديد من عمليات التفجير جرى جلها في طرابلس واستهدفت مقرات لبعثات دبلوماسية وأماكن حساسة وأسفرت عن مقتل ليبيين وأجانب.
كما تبنى التنظيم عمليات إعدام جماعي منها قتل 21 مصريًا قبطيًا في سرت الليبية، وأكثر من 28 مسيحيًا أثيوبيًا قبل شهرين.
القدس العربي