خلال كلمة افتتاح أعمال الجولة الثالثة من الحوار الليبي في الجزائر الذي اختتم أمس الخميس بمشاركة رؤساء الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني، طلب المبعوث الدولي برنار دينو ليون
من أطراف النزاع تقديم تنازلات لوضع اتفاق نهائي للازمة وذلك بالموافقة على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية و إقرار الوثيقة الأمنية التي أثارت ردود أفعال متضاربة من طرف الفرقاء
وكان البيان الختامي لجلسة حوار الجزائر الصادر أمس أكد الدعوة الأطراف المتحاورة في مدينة الصخيرات المغربية في الثامن من جوان الحالي الىالإسراع بالموافقة على تشكيل الحكومة و تجاوز الخلافات فيما بينهم وأنه لا وقت لليبيين لإطالة عمر الأزمة بسبب المخاطر المحدقة بالبلاد واساسا الخطر الداعشي المتصاعد يوما بعد أخر.
ورغم أن البيان اكتفى بالدعوة إلى ضرورة تكاتف الليبيين وتشجيع جهود المصالحة بين المدن والقبائل إلا أن مصادر خاصة بـ«المغرب» كشفت بروز خلافات كبيرة بين الأطراف الحاضرة في اجتماع الجزائر حول مضمون الوثيقة الأمنية وغياب الرؤية الواضحة والآليات والضمانات ومدى قدرة الجهة المكلفة بتنفيــذ بنود ومحتــــوى الوثيقة الأمنية سواء في ما يتعلق بآلية جمع السلاح أو حل المليشيات أوغير ذلك من مضامين الوثيقة التي أثارت جدلا واسعا منذ الإعلان عنها.
ونقلت مصادر «المغرب» أن الملاحظ هو تصافح المتحاورين بالجزائر وجلوسهم داخل قاعة واحدة وليس كما حدث خلال جلسات وفدي مجلس النواب والمؤتمر الوطني مما دفع بالمبعوث الدولي ومعاونيه الى تخصيص قاعة لكل وفد على انفراد.
تواصل الفرقاء في اجتماعات الجزائر بالتأكيد يعود الى دوافع وأسباب كان للسلطات الجزائرية دور مهم فيها فبفضل خبرته الدبلوماسية استطاع وزير الدولة عبد القادر مساهل زرع الثقة بين ضيوف الجزائر من الفرقاء الليبيين وكان من حق الجزائر أن تفتخر بنجاحها في جلوس شخصيات من الجماعة الليبية المقاتلة وشخصيات سياسية من أحزاب مدنية وأعضاء من المجلس الوطني الانتقالي مثل عبد الحفيظ غوقة ومن الدوافع الأخرى التي ساهمت في خلق تواصل بين الفرقاء على اختلافهم قناعتهم بحجم المخاطر المتربصة ببلدهم .
إعلان تشكيل الحكومة بات وشيكا
بالنظر الى حجم المخاطر الحاصلة سواء الزحف الداعشي أو تلويح الاتحاد الأوروبي بالتدخل بذريعة محاربة قوارب الهجرة غير الشرعية وبالنظر أيضا الى ضغوطات المجتمع الدولي وتحديد الأمم المتحدة يرى محللون أن ميلاد حكومة التوافق بات وشيكا و سيحصل فعلا كما سبق وأن ذكر وطلب المبعوث ليون أي قبل حلول شهر رمضان القادم وأن الليبيين فعلا قد وقعوا بين مطرقة الضغوطات الدولية المتزايدة و سندان تنظيم الدولة الإسلامية دون التغافل عن عنصر ثالث على درجة من الأهمية يمتمثل في تململ قبائل مصراته جراء خسائرها البشرية المتصاعدة حيث لا يمر يوم دون مشاهدة موكب عزاء في بيت من بيوت المدينة .
معلوم أن أبناء مصراته موزعون في أغلب المليشيات وأن ما يناهز 60 % من مقاتلي تنظيم فجر ليبيا هم من أبناء قبائل مصراته وأهالي مصراته يرون أنهم يتحملون وحدهم فاتورة النزاعات المسلحة الدامية وربما لذلك السبب والدوافع انسحب فجر ليبيا من مدينة سرت ليضعهم في مواجهة مباشرة مع قوات الجيش. و ما حصل في سرت قد يتكرر في طرابلس لتنسحب قوات الفجر مرة أخرى وتسلمها للدواعش بمبرر الدفاع عن مصراته التي باتت الهدف المقبل لتنظيم «داعش»
ماذا في جلسة المؤتمر الوطني ال124 ؟
صوت المؤتمر الوطني العام بالإجماع على قرار مواصلة الحوار برعاية الأمم المتحدة وذلك خلال جلسة أمس الـ124 حيث ذكر الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني عمر حميدان ان وفد المؤتمر المشارك في حوار الصخيرات سيتحول إلى المغرب لحضور جلسة الحوار الجديدة على أن يتحول إلى ألمانيا يوم 9 جوان الجاري بعد تلقيه دعوة رسمية من الحكومة الألمانية .
المغرب