وصلت الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، الأحد، مجموعة عسكرية مسلحة كانت أعلنت في وقت سابق إنشقاقها عن حركة تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي، وتضم 500 عسكري بكامل عتادهم تحت قيادة محمدين إسماعيل بشر الشهير بـ "اورقاجور" الذي نجا من محاولة إغتيال، لم تكشف تفاصيلها الكاملة.
وأبرم بشر إتفاقا مع الحكومة السودانية في العاصمة التشادية إنجمينا قبل عدة أسابيع، جرى فيه التفاهم، على انضمام المجموعة لاتفاق الدوحة للسلام.
وكشف وزير إعادة الإعمار بالسلطة الإقليمية، تاج الدين نيام، عن نجاة القائد محمدين، من محاولة اغتيال ممن أسماهم أعداء السلام من الحركات، في محاولة لمنعه من الالتحاق بالعملية السلمية.
ولم يوضح نيام المزيد من التفاصيل حول تلك المحاولة كما لم يذكر مكانها، حيث أعادت للأذهان حادثة إغتيال رئيس حركة العدل والمساواة السودانية محمد بشر ونائبه، في كمين مسلح نصبته لهم حركة العدل والمساواة الرافضة لسلام الدوحة، على الحدود السودانية التشادية منتصف مايو من العام 2013.
وكان المتحدث العسكري لحركة/ جيش تحرير السودان قيادة مناوي ملازم أول احمد حسين مصطفى "أدروب"، أفاد في بيان بالثالث من مايو الماضي أن قوات الجبهة الثورية ممثلة في حركة مناوي وبتحالفها مع حركة/ جيش تحرير السودان قيادة محمد آدم عبد السلام "طرادة"، تمكنت، من التصدي لمتحرك للقوات الحكومية وحليفها محمدين اسماعيل بشر "أورقاجور".
وأكد البيان، الذي تلقته "سودان تربيون" وقتها أن المعركة بدأت جنوب غرب مدينة كتم في منطقة "جميزة" بشمال دارفور، حيث تمت مطاردة المتحرك حتى منطقة (أمو) مخلفا 60 قتيلا من قوات الدعم السريع، منهم قائد المتحرك عمر عيسى ونائبه المقدم عيسى "فتوس".
وتجدر الاشارة إلى ان محمدين إسماعيل بشر كان انسلخ من حركة مناوي ووقع اتفاقا مع الحكومة السودانية في 27 مارس 2015 في انجمنينا بحضور وزير الخارجية التشادي موسى فكي ممثلا للرئيس ادريس دبي ومدير جهاز الأمن التشادي.
وأعلن نيام استعداد السلطة الانتقالية لدارفور للتنازل عن بعض مناصبها ووظائفها لاستقبال واستيعاب الفصيل الجديد، حتى يكونوا ذخراً ودعماً للسلام بالسودان، مطالباً الحكومة بضرورة الإسراع في تنفيذ الاتفاق الموقع مع الحركة.
وإستقبل جهاز الأمن في شمال دارفور،المجموعة العائدة كما أعلن نائب والي شمال دارفور، آدم محمد حامد النحلة، الترحيب بعودة فصيل محمدين.
وعد انضمام المجموعة لعملية السلام، إضافة حقيقية للأمن بالبلاد وولاية شمال دارفور بوجه خاص، مبيناً أن اتفاقية الدوحة ظلت مفتوحة منذ ثلاث سنوات لاستقبال جميع الحركات.
ووقعت الحكومة السودانية اتفاق الدوحة مع حركة التحرير والعدالة بالعام 2011، ورفضت منذ ذاك الوقت فتح اي مسار جديد للتفاوض مع بقية الحركات الرافضة وتمسكت بأن يكون اي تفاهم جديد تحت مظلة الدوحة، وهو ما ترفضه ثلاث من الحركات التي لاتزال تحمل السلاح ضد الحكومة .
وشكر نائب الوالي مساعي الرئيس التشادي لتحقيق السلام بدارفور، لا سيما جهوده الأخيرة التي أثمرت عن إلحاق فصيل محمدين إسماعيل بشر لعملية السلام.
و حيّا القائد محمدين بشر، الجهود التي قادها الرئيس التشادي لجعل الاتفاق ممكناً، منوهاً إلى أن تلك الجهود أفضت إلى توفر عامل الثقة بين الحكومة وحركته.
وقال إن الاتفاق جاء من أجل الوطن والمواطن وبإرادة صادقة وقناعة تامة بأهمية وضع السلاح والاتجاه نحو السلام، وقال إن خيار السلام بالنسبة لحركته هو خيار استراتيجي لا رجعة عنه.
ودعا الحركات المتمردة الأخرى للحاق بركب السلام، وأبدى محمدين استعداده للقيام بدور فاعل في الاتجاه، إذا وجد الدعم والمساندة من الحكومة.
سودان تريبون