قال مصدر دبلوماسي فرنسي، الجمعة، إن الرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند" سيجري زيارة وصفها بـ"المهمة والاستثنائية" إلى الجزائر الإثنين المقبل.
وأوضح المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه، أن اللقاءات التي سيجريها الرئيس الفرنسي مع المسؤولين الجزائريين، ستتناول "مشاريع ثنائية طويلة الأجل". وأضاف أن الطرفان سيتناولان الوضع في مالي وليبيا، وسبل التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة بين "كافة الفرقاء الليبيين". من جهته، قال مصدر دبلوماسي جزائري طلب عدم الكشف عن اسمه لمراسل "الأناضول"، إن الرئيس الفرنسي سيبحث خلال زيارته، الوضع القائم في ليبيا، وتمدد تنظيم "داعش"ةفي هذا البلد. وأضاف المصدر أن الزيارة ستتناول الكثير من الملفات المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين الجزائر وباريس، إلا أن ملف التعامل مع"خطر داعش"، يبقى الملف الأبرز. ولفت المصدر ذاته إلى أن المسؤولين في الجزائر وباريس، يعتبرون أنفسهم معنيين أكثر من غيرهم بمسألة الأمن في ليبيا، وأن الأسابيع الأخيرة شهدت اتصالات مكثّفة بين مسؤولي البلدين، تناولت موضوع الأمن في ليبيا وتمدد تنظيم "داعش".
من جهته، ألمح الدكتور "خوال حسان"، الأستاذ في العلاقات الدولية بجامعة "ورقلة" جنوبي الجزائر، إلى أن تبادل الزيارات بين المسؤولين الجزائريين والفرنسيين قد يخفي وراءه اتفاقاً سرياً لموضوع استراتيجي كبير. وقال حسان “أعتقد أن الأحداث في الأشهر الأخيرة، تشبه إلى حد كبير ما حدث في نهاية عام 2012، قبيل التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي، حيث تبادل المسؤولون في الجزائر وباريس الزيارات، وتبين فيما بعد أن اتفاقًا سريًّا تم بين الدولتين، لترتيب التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي، الذي أنهى حكم الجماعات الجهادية لإقليم أزواد شمال مالي"، وفق تعبيره. وأضاف "أرى أن الحكومة الفرنسية تعتبر نفسها مسؤولة من جانب أخلاقي على الأقل، عن الوضع المتأزم في ليبيا، حيث تزعمت هي قبل 4 سنوات(عام 2011) الحرب، التي أنهت حكم نظام العقيد معمر القذافي، أما الجزائريون، فيعتبرون أنهم أصحاب وجهة النظر الصحيحة، طيلة 4 سنوات، ويعتبرون أنهم أحد ضحايا الحرب، بسبب تزايد عمليات تهريب السلاح عبر الحدود الجزائرية – الليبية”. يشار إلى أن زيارة أولاند إلى الجزائر، تعتبر الثانية منذ توليه منصبه، وتأتي على خلفية دعوة وجهها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ويرافق أولاند في زيارته، وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس"، وعدد من البرلمانيين.
ليبيا المستقبل