تعمل المؤسسات المعنية بالشأن الديني في تونس على الحد من انتشار الفكر الوهابي بين أوساط الشباب والذي شهد انتشاراً خلال السنوات الماضية نتيجة إفساح المجال أمام دعاة السلفية لبث أفكارهم المتشددة.. حيث يجمع المختصون والقوى السياسية على ضرورة إصلاح الخطاب الديني واعتماد مقاربات اجتماعية وتربوية للحد من هذه الظاهرة.
فهناك منابر للتف?یر والنقاش والدعوة إلى الاعتدال في توجه جديد للمؤسسات المعنية بالشأن الديني في تونس بهدف التصدي لمد التيار التكفيري بين أوساط الشباب وإعادة ترسيخ قيم الإسلام الوسطي.
وتتجه البرامج التوعوية خاصة إلى فئات المراهقين نظراً لهشاشة تكوينهم النفسي وسهولة استقطابهم للفكر المتطرف.
وفي حديث لمراسلنا لفتت أستاذة علم النفس الاجتماعي فتيحة السعيدة إلى طواعية من ينتمون إلى الشبكات الإرهابية من الفئة العمرية بين 15 و25 سنة، حيث أكدت أنهم يمتلكون نفسية هشة وصالحة للاستمالة بطرق عديدة.
ويأتي اتساع نطاق المذهب الوهابي بين أوساط الشباب التونسي- حسب مختصين- نتيجة سياسة فتح المجال لدعاة السلفية وعقد لقاءات شعبية مثلت منطلقاً لنشر دعوات التكفير اعتماداً على قراءات متشددة للنص الديني.
وأشار رئيس جمعية دارالحديث الزيتونية الشيخ فريد الباجي في حديث لمراسلنا أن "الفكر المتطرف الداعشي الوهابي القتالي هو فكر معروف بالجمود والسطحية والحشوية.. يفهم النصوص ويأولها بطريقة ظلمانية معكوسة.. ويعود ذلك بالاولوية إلى مرض عقلي ونفسي في كل من ينتمون إلى هذا الفكر."
وتجمع الأطراف السياسية على ضرورة تحصين الناشئة من مخاطر الفكر الوهابي عبر مقاربات اجتماعية وتربوية تستند إلى تأصيل الهوية الوطنية ومراجعة الخطاب الديني.
وقال عضو كتلة حركة النهضة في البرلمان التونسي بدرالدين عبدالكافي إن هكذا عمل يقتضي مستويات متعددة أهمها المستويات التربوية والتعليمية وكذلك الخطاب الديني والثقافي.. مؤكداً أن انسجامها مع ما جاء في الدستور يستلزم عملاً كبيراً خصوصاً على مستوى الناشئة لكي تكون متصالحة مع البيئة والهوية التي تملكها.
ويؤكد المختصون على أهمية تحييد المساجد ضمن جهود إعادة الاعتبار لقيم الإسلام الأصيل.. فمكافحة المد الوهابي وإعادة الاعتبار إلى الاسلام الأصيل يعد استحقاقاً وطنياً لكل التونسيين؛ حتى لا تتحول الأجيال القادمة إلى مشاريع قنابل تكفيرية تحتكر فهماً أوحداً لله وللعقيدة.
العالم