طبعا الخبر كاذب ولا أساس له من الصحة، لأن سعيد سعدي لم يسبق له وأن قدم اقتراحا مماثلا، كما أن موقع «المنشار» نفسه معروف بنشر الأخبار الكاذبة، ويضع إعلانا بالبنط العريض بخصوص هذا الشأن، لكن عدوى مواقع التواصل الاجتماعي التي تجعل مستخدميه يأخذون كل ما ينشر على أنه حقيقة، جعلت مواقع وصحفا عربية تتناقل الكذبة على أنها خبر حقيقي، وتهاطلت التعليقات على هذه المواقع التي تشتم وتسب في صاحب الاقتراح الكاذب، إذ نشرت الكذبة في مواقع مغربية وعربية، مثل موقع «هسبرس» المغربي، وحتى موقع قناة «العالم» الإيرانية، بل إن مواقع عربية أخرى مثل «محيط» ذهبت إلى وصف سعيد سعدي بوزير الأوقاف الجزائري، وهذا زاد في حجم التخبط.
ولكن الموضوع أصبح أخطر عندما انتقلت الكذبة إلى الصحافة الجزائرية، التي يفترض أنها تعرف أن موقع «المنشار» متخصص في نشر الأخبار الكاذبة بطريقة طريفة. فصحيفة «الأحداث» تناولت الكذبة على أنها خبر، واختلط عليها الأمر، فمن جهة تحدثت عن أن الاقتراح صدر عن سعيد سعدي، ثم راحت تقول إن الاقتراح صدر عن وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، وراحت تنشر مواقف وتعاليق لرجال دين على هذا الاقتراح الكاذب. أما صحيفة «الصوت الآخر» فنشرت الخبر بجدية ونسبته لموقع «هسربس» المغربي.
وبزيارة سريعة إلى موقع «المنشار» يمكن قراءة عدد من الأخبار الكاذبة، مثل أن الرئيس أولاند هدد بمنع بوتفليقة من العلاج في فرنسا إن لم يقدم تسهيلات للمستثمرين الفرنسيين، أو خبر كاذب آخر يقول إن احتياطي الذهب في البنك المركزي الجزائري سيتم تذويبه من أجل إقامة تمثال ذهب لبوتفليقة، وخبر كاذب ثالث جاء فيه أن مواقيت العمل في المؤسسات والشركات والإدارات الحكومية في رمضان حددت بين الثانية والنصف والثالثة والنصف زوالا، أي ساعة عمل في اليوم، وخبر رابع نشر قبل أيام يقول إن الفريق محمد مدين قائد جهاز الاستخبارات المعروف باسم الجنرال توفيق، شخصية خيالية لا وجود لها. والغريب أن هذه الكذبة أيضا تم تداولها، لكن ليس على نطاق عربي، مثلما كان الحال بالنسبة لكذبة اقتراح تقليص عدد أيام رمضان التي نسبت لسعيد سعدي.
القدس العربي

---