واصل إسلاميو موريتانيا على لسان النائب محمد غلام ولد الحاج الشيخ نائب رئيس حزبهم حزب التجمع ونائب رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية أمس توجيه ضرباتهم لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز مركزين في هذه الضربات على ملفات الفساد.
وكانت الحكومة الموريتانيــــة قد ردت بلســــان وزير الاقتصاد على اتهامات نائب رئيس حزب التجــــمع مستندة لتقارير الشفافية الدولية التي «أكدت أن المواصفات والمعايير التي من خلالها يحكم على مدى التزام دولة ما باحترام معايير الشفافية في مجال الصناعات الاستخراجية، متوفرة في موريتانيا».
وبدأت هذه الضربات ذات التسديد الموجع، بمساءلة لوزير الاقتصاد أمام البرلمان الموريتاني تقدم بها النائب محمد غلام ولد الحاج وهو من حزب التجمع الوطني للإصلاح (الإخوان)، وأكد فيها «أن المواطن الموريتاني الذي يؤم الدوائر الحكومية لتأدية واجب أو طلب حق، يتعذر عليه إنجاز معاملته إلا بسمسار من أهل الرشوة أو وسيط من أهل الحظوة».
ثم تابع محمد غلام تسديد الضربات بمطالبة وجهها أمس الأول النائب محمد غلام للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بالاستقالة من منصبه، بعد فضيحة شاحنة محملة بالمواد الغذائية أكد النائب أن «المفوض الحكومي المكلف بالأمن الغذائي أرسلها إلى منزل الرئيس».
ونشرت مواقع إخبارية موريتانية خبر وصورة هذه الشاحنة، كما صدر مرسوم رئاسي قبل يومين يقيل المفوض الحكومي المكلف بالأمن الغذائي سيدي أحمد ولد بابه، وهو ما أعطى لهذه القضية بعدا أربك الرأي العام.
وأكد ولد الحاج الشيخ في مداخلة له أمام البرلمان «أن الرئيس الموريتاني مطالب بتحمل مسؤولياته ومغادرة السلطة بعد هذه الفضائح».
وقال «أستغرب جدا أن يتم الحديث عن الحكم الرشيد ونحن نواجه كما هائلا من الفساد آخره الشاحنة المثيرة».
ولم يقف الإسلاميون عند هذا الحد بل سخروا قناة «المرابطون» المحسوبة عليهم لتوجيه المزيد من الحملات على النظام، حيث استضافت هذه القناة النائب محمد غلام في برنامجها «المشهد» ليسدد المزيد من الضربات الموجعة للنظام.
وأكد ولد الحاج الشيخ في برنامج «المشهد»، أن «نواب كتلة الإصلاح يجدون أنفسهم مضطرين لقول الحقيقة وتحمل الأمانة التي وضعها الناخبون على كواهلهم، ما يجعلهم يرفضون الصمت على الباطل ويرفضون السير في ظل الحائط لما في ذلك من خيانة للشعب».
وقال «إنه تلقى بعد مداخلاته في البرلمان حول قضايا الفساد تهديدات من زملائه نواب الأغلبية الذين أكدوا له أن نواب التجمع الوطني للإصلاح تجاوزوا الحدود ولمسوا اللحم الحي بعد أن كان عليهم أن يصمتوا مثل غيرهم»، حسب قوله.
وأكد ولد الحاج الشيخ «أن فضيحة الشاحنة هي أكبر دليل على فظاعة فساد النظام الذي يبتلع الأموال العامة فيما يرفع شعار محاربة الفساد».