قالت الأمم المتحدة إن السودان استقبل 30 ألف لاجئ من جنوب السودان منذ 20 مايو الماضي، وأكدت أنه يستضيف حاليا 172 لاجئ جنوبي، وشكت من أن المجتمع الدولي لم يفي إلا بنحو 12% من مبلغ 152.2 مليون دولار مطلوب لاحتياجات اللاجئين الجنوبيين الذين باتوا يمثلون 50% من اللاجئين بالبلاد.
ولجأ عشرات الألاف من الجنوبيين إلى شمال السودان منذ اندلاع الصراع بجنوب السودان في منتصف ديسمبر 2013 بين أنصار الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه المقال ريك مشار.
وعبرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وعدد من المنظمات الدولية العاملة في الحقل الانساني عن قلقها إزاء تدفق للاجئين الفارين من جنوب السودان إلى السودان.
وأعلنت المفوضية أن 30 ألف مواطن جنوب سوداني لجأ الى السودان منذ 20 مايو الماضي، خاصة في ولاية النيل الأبيض، وازدادت وتيرة اللجوء خلال منتصف يونيو، عندما سجل برنامج الغذاء العالمي دخول 9,200 لاجئ جنوبي في منطقة الخرسانة بولاية غرب كردفان.
وقالت المفوضية إن تدفق اللاجئين من جنوب السودان استمر منذ ذلك الحين، بمعدل 100 - 150 شخص في اليوم، موضحة أن السودان يستضيف في الوقت الحالي ما يزيد عن 172 ألف لاجئ من جنوب السودان، ما يشكل 50% من اللاجئين في البلاد.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان "أوشا"، قد أفاد في فبراير الماضي، بإرتفاع عدد اللاجئين من جنوب السودان الى أكثر من 120,000 لاجئ.
وقال ممثل المفوضيةٌ الساميةٌ للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان محمد أدار: "نحن منشغلون للغاية من التقارير الواردة عن حالة هؤلاء الناس، فمن بين هؤلاء الـ 9,200 من الوافدين الجدد، هناك 7,000 من الأطفال، منهم 3,500 دون سن الخامسة.. هناك أيضا 150 من الأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم وهم في حاجة ماسة إلى المساعدات المنقذة للحياة فورا".
وأضاف أن وكالات الأمم المتحدة أكملت تقييما مشتركا للاحتياجات سيساعد في تحديد الفجوات الحرجة، مؤكدا انه سيتم التعجيل بإقامة تسهيلات استقبال الوافدين والتي هي قيد الإنشاء بواسطة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومفوضية العون الانساني بالسودان.
ونوه الى أنه تم بالفعل تقديم المساعدات الغذائية الأساسية من قبل برنامج الغذاء العالمي إلى كل الافراد الذين تم التحقق منهم، مبينا أن هؤلاء اللاجئين قادمون من منطقة بانتيو في ولاية الوحدة في جنوب السودان حيث أشتد القتال خلال الأسابيع الماضية.
وأكد أدار أن المفوضية بدأت في ترحيل وتوزيع سلال من المواد غير الغذائية لعدد 2,000 أسرة بمنطقة الخرسانة، تشمل "الجركانات والأغطية البلاستيكية وحصائر النوم والبطانيات" الى منطقة خرسانة، بينما بدأت اليونيسيف ومنظمة الهجرة الدولية بصورة طارئة توفير خدمات المياه والصرف الصحي متضمنةً "المياه والجركانات والصابون وإنشاء المراحيض الطارئة"، كما بدأ إجراء التعرف والتسجيل للأطفال غير المصطحبين والمنفصلين.
وأفاد بإجراء فحص سوء التغذية لنحو 3,000 من الأطفال، وتحديد 22 حالة من حالات سوء التغذية الحاد، فضلا عن 93 حالة من حالات سوء التغذية الحاد المعتدل، موضحا أن صندوق الامم المتحدة للسكان وفر 350 من مستلزمات الولادة النظيفة ليتم توزيعها للنساء الحمل.
وطالب ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان المجتمع الدولي بمشاركة عبء رعاية اللاجئين مع حكومة السودان، حيث تبلغ المتطلبات المالية للاستجابة لأزمة اللاجئين الجنوبيين في السودان نحو 152,2 مليون دولار، تم توفير 12% منها فقط.
وقال "نحاول نحن وشركاؤنا الاستجابة للاحتياجات الاكثر إلحاحا، لكن نظرا لتسارع وتيرة وصول القادمين الجدد، فإنه لن يكون لدينا حتى الموارد لتوفير المساعدات المنقذة للحياة للجميع".