قالت مصادر حقوقية صومالية إن 17 شخصا قتلوا وأصيب 65 آخرون في قتال جرى الأربعاء بشمال العاصمة مقديشو بين القوات الحكومية ومقاتلي حركة الشباب المجاهدين الذين نجحوا في السيطرة على فندق استراتيجي يقترب من القصر الجمهوري.
وأوضح منسق بخدمة الإسعاف أن معظم الخسائر البشرية وقعت عصرا عندما اشتد القتال بين الجانبين متوقعا أن ترتفع حصيلة القتلى نظرا لأن أكثر المصابين في حالة خطيرة نتيجة للقصف المتبادل.
أما وزير الدولة الصومالي للدفاع شيخ يوسف محمد فوصف القتال الذي جرى الأربعاء بأنه نصر للقوات الحكومية، مشيرا إلى أسر عدد من مقاتلي حركة الشباب ووعد بأن يعلن عن التفاصيل الخميس.
في الوقت نفسه نقلت وكالة رويترز عن سكان بالعاصمة أن حركة الشباب أعدمت اثنين من الموظفين بشركة اتصالات في مقديشو بعد اتهامهما بالتجسس لحساب الحكومة والمشاركة في توجيه المدفعية الحكومية نحو مواقع المعارضين.
وأكدت حركة الشباب أنها مصممة على إفشال ما تُخطط له الحكومة الانتقالية، حيث وصفت إعلان الولايات المتحدة أنها ستساعد الحكومة على استرادد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بأنه سراب.
من ناحيته، اتهم علي محمود راجي المتحدث باسم حركة الشباب، شركات أميركية مثل "بلاك ووتر" بالوقوف وراء اغتيالات طالت قيادات ميدانية للمعارضة. وشبَّهَ راجي استعانة الحكومة بالأميركيين بالاستنجاد بالشيطان.
حكومة هشة
ومنذ بداية العام 2007 تواجه الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب تمردا متصاعدا لدرجة أنها لم تعد تسيطر إلا على بضع بنايات منذ الهجمات التي شنتها الجماعات المناوئة لها في مايو/أيار الماضي.
وتقول الحكومة منذ عدة أشهر إنها ستشن هجوما كبيرا لكنها لم تنفذ الخطة بعد، في حين صعد المناوئون لها من هجماتهم في أجزاء مختلفة من المدينة في الأسابيع الأخيرة وردت قوات الحكومة بقصفهم.
يذكر أن الصومال يفتقد لوجود حكومة فاعلة منذ 19 عاما، وتقول الدول الغربية والدول المجاورة إن البلد الذي تسوده الفوضى يستخدم ملاذا من جانب "المتشددين"، علما بأن هذه الفوضى سمحت لعصابات القراصنة بالازدهار وجمع ملايين الدولارات من خطف السفن في خليج عدن والمحيط الهندي