حذرت بريطانيا من أن متشددين اسلاميين قد يشنون المزيد من الهجمات على المنتجعات السياحية في تونس بعد أن قتل مسلح 39 شخصا بينهم 15 بريطانيا على الأقل في أسوأ هجوم من نوعه في تاريخ تونس الحديث.
وذكرت وزارة الخارجية البريطانية في تحديث لنصائح السفر على موقعها على الانترنت الليلة الماضية أن الهجمات ربما نفذها "أفراد غير معروفين للسلطات استلهموا أفعالهم من جماعات ارهابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي." وكتب وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون ووزير الخارجية فيليب هاموند في مقالين صحفيين منفصلين الأحد إن جرائم القتل في تونس ستكون عاملا في رسم سياسات الدفاع والأمن في بريطانيا هذا العام وستقوي عزم لندن على التصدي لما وصفاه بالخطاب السام للتطرف الاسلامي. ومن المتوقع أن يرتفع عدد البريطانيين الذين تأكد مقتلهم في الهجوم إذ أن بعض السياح البريطانيين في تونس ما زالوا مفقودين، ومن المقرر أن يعود كثير من البريطانيين إلى بلادهم الأحد بعد أن قطعوا عطلتهم في تونس.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي تباحث هاتفيا مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وامير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح، قد ذكر عقب الأحداث التي جدت في تونس والكويت وبريطانيا "كانوا سياحا ابرياء يمضون اجازات ويحاولون الاسترخاء والاستمتاع برفقة اصدقاء واقارب". واضاف "ان هذه الهجمات الوحشية في تونس والكويت وفرنسا تشكل تذكيرا همجيا وماساويا بالتهديد الذي يمثله هؤلاء الارهابيون الاشرار على العالم". واضاف على تويتر "معا سنعمل من اجل ان لا ينتصر الارهاب". واعلنت سكوتلانديارد انها ارسلت عددا كبيرا من الشرطيين الى تونس لمساعدة السلطات التونسية واجراء تحقيق خاص". ومع تعزيز الاجراءات الامنية في لندن تزامنا مع مسيرة المثليين و"يوم القوات المسلحة" السبت، وصلت طلائع السياح الذين تم اجلاؤهم من تونس صباحا الى بريطانيا. واستقبلهم ضباط من الشرطة ارادوا جمع المعلومات ولا سيما التسجيلات المحتملة على هواتف الشهود المحمولة.
واعلنت شركة السياحة تومسون وفيرست تشويس ارسال عشر طائرات الى تونس لاعادة حوالي 2500 سائح بريطاني والغاء جميع الرحلات في الاسبوع المقبل الى هذا البلد. وشواطئ تونس وجهة مفضلة لدى السياح البريطانيين، وكان عددهم عند وقوع الماساة حوالي 20 الفا على ما افادت جمعية وكالات السفر البريطانية. وكانت شركات سياحة أجلت آلاف السائحين الأجانب من تونس السبت بعد يوم من مقتل 39 شخصا برصاص مسلح في سوسة التي تبعد 140 كيلومترا إلى الشمال من تونس العاصمة في هجوم أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه. وهذا ثاني هجوم كبير في تونس هذا العام بعد الهجوم الذي وقع في متحف باردو في مارس عندما قتل مسلحان 21 سائحا اجنبيا بالرصاص بعد وصولهم بحافلة.