عبد الرحمن سهل-نيروبي
بدأ في العاصمة الكينية نيروبي الإرسال التجريبي لإذاعة "بر كلن" وتعني موقع الملتقى، وهي ناطقة باللغة الصومالية، وموجهة إلى الصوماليين في الداخل والخارج.
وتشرف الأمم المتحدة على الإذاعة التي تبث برامجها على الموجة القصيرة، وموجة إف إم لمدة ساعتين يوميا في الفترة التجريبية.
ويضم طاقم الإذاعة ثلاثين فردا، يتقدمهم المدير العام ديفد سميث وهو من جنوب أفريقيا، ونائبه سوئلي عيسى أكا من بينين، إضافة إلى عدد من الصحفيين الصوماليين الذين عملوا في القسم الصومالي بهيئة الإذاعة البريطانية ووكالات أنباء دولية.
وحول أهداف تلك الإذاعة قال ديفد سميث للجزيرة نت إنها تركز على "تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في الصومال، وإتاحة الفرصة للجميع للتعبير عن أفكارهم وإحياء الأمل في نفوس الجيل الجديد، وتناول الأزمة الصومالية من عدة زوايا، مع إشراك الجميع في تشخيصها".
التمويل
وقال سميث إن الأمم المتحدة هي التي تدفع ميزانية الإذاعة، وتقدر التكلفة الإجمالية التي صرفت على إعداد المشروع بحوالي مليون ونصف مليون دولار.
وعلمت الجزيرة نت أن مصدر ميزانية الإذاعة هو المساعدات التي تعهدت بها الدول المشاركة في مؤتمر المانحين للصومال الذي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل في أبريل/نيسان عام 2009، و تعهدت الدول المشاركة فيه بتقديم 250 مليون دولار لتعزيز الأمن في الصومال.
وقال سميث "إن الإذاعة مستقلة، ولا تتبع لأي جهة صومالية، لا الحكومة الانتقالية، ولا قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي المتمركزة في العاصمة مقديشو، ولا أي مجموعة أخرى صومالية".
وأضاف أنها "تخدم الصوماليين جميعا بدون تمييز والهدف هو مساعدة الشعب الصومالي في تجاوز محنته الراهنة، عبر نشر البرامج الداعمة للسلام، والاستقرار والتنمية".
وردا على سؤال حول إضافة خبراتهم مع راديو مقديشو التابع للحكومة الانتقالية بدلا من إنشاء إذاعة جديدة قال سميث "دعم راديو مقديشو الحكومي مسؤولية المجتمع الدولي" مشيرا إلى مساعدات إعلامية محدودة يقدمونها إلى راديو مقديشو بإعداد برامج له أحيانا.
وقال "سنعقد دورات تدريبية للصحفيين الصوماليين داخل البلاد وليس في الخارج كما جرت العادة من قبل".
جيل الشباب
وعن الفئات المستهدفة قال سميث "تستهدف الإذاعة جيل الشباب من سن 15 إلى سن الثلاثين لكونهم جيل المستقبل، ونستخدم كافة الوسائل المتاحة لدينا لاستقبال المستمعين، ونشجعهم على إحياء ثقافة الحوار فيما بينهم، مع ضرورة قبول الطرف الآخر، وهذا ما يميز الإذاعة عن غيرها من جميع الإذاعات الناطقة باللغة الصومالية".
وأضاف أن الإذاعة تولي اهتماما خاصا بالبرامج الثقافية، كالأغنية الصومالية، والبرامج الرياضية، استجابة لرغبات المستمعين، كما ستشمل أيضا البرامج الثقافية، والدينية، والبرامج الحوارية، والرياضة، والأخبار المحلية والعالمية، والأدب الصومالي، وبرامج الشباب.
وأشار إلى عزوف كثير من المستمعين الصوماليين عن متابعة برامج إذاعة قسم اللغة الصومالية في هيئة الإذاعة البريطانية، وذكر أن إرسال الإذاعات المحلية لا يغطي جميع محافظات الصومال.
وعن تناول الإذاعة الأزمة الصومالية ذكر سميث استخدامهم سياسة تحريرية واحدة مع جميع القوى الصومالية حكومة كانت أو غيرها، وقال "تغطيتنا للأحداث الصومالية ستكون شاملة، عن الحكومة الانتقالية، وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي والقوى المناوئة لهما".
صعوبات
وتوقع سميث معارضة من قوى صومالية -لم يسمها- للإذاعة الجديدة، كما اتهم بعض وسائل الإعلام الصومالية بنشر معلومات غير صحيحة عن إذاعة بر كلن، غير أنه أشار إلى قدرتهم على تجاوز ذلك.
وفي الجانب الأمني قال ديفد سميث للجزيرة نت "بسبب الاضطرابات الأمنية في العاصمة مقديشو لم نتمكن من افتتاح المكتب الرئيسي للإذاعة هناك