الجزيره:
أفادت الخارجية الأميركية أنه لم يتم اتخاذ قرار لتخفيف بعض العقوبات المفروضة على الخرطوم وذلك بعد دعوة مسؤول أميركي لهذه الخطوة، وحثه على شطب السودان من لائحة الدول التي تتهمها واشنطن بدعم ما تسميه الإرهاب.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في تصريح صحفي بواشنطن "لم نتخذ قرارا برفع إدراج السودان ضمن قائمة الإرهاب".
وأضافت أن الإدارة الأميركية تقوم حاليا بمراجعة "مكثفة" لسياستها تجاه السودان.
ومن جهته أشار المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كرولي إلى أن السودان حسن في السنوات الأخيرة من تعاونه مع الولايات المتحدة لمكافحة ما يوصف بالإرهاب. وتأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد من دعوة الموفد الأميركي الخاص إلى الخرطوم سكوت غريشن إلى تخفيف العقوبات المفروضة على السودان، وشطبها من لائحة الدول التي تتهمها الولايات المتحدة بدعم ما تسميه الإرهاب.
واعتبر غريشن أمام أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أن هذه الخطوة ربما تساعد عملية السلام، مؤكدا أن العقوبات المفروضة على السودان "تأتي بنتائج عكسية" للجهود الرامية إلى إحلال السلام في هذا البلد. وقال غريشن إن أجهزة وكالة الاستخبارات الأميركية لم تقدم على الإطلاق أي دليل ملموس على أن السودان "دولة داعمة للإرهاب" متوقعا إتمام عملية مراجعة للسياسة الأميركية بشأن السودان في غضون بضعة أسابيع.
وتصنف الولايات المتحدة منذ عام 1993 السودان في ما تسميه لائحة الدول "الراعية للإرهاب" إلى جانب كوبا وإيران وسوريا حيث تخضع بموجب ذلك هذه الدول لعقوبات.
مواقف متناقضة
ورحبت الخرطوم بالدعوة التي أطلقها المسؤول الأميركي، وقال السفير السوداني في الأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم إن بلاده تقدر هذه "الإشارات الإيجابية" مدينا "العقوبات الأميركية غير المبررة".
ودعا الدبلوماسي السوداني إلى علاقات جديدة بين الخرطوم وواشنطن تبنى على "احترام الاختيارات السودانية" وتراعي "مصالح البلدين"، وأعرب عن أمل السودان بأن يقنع غريشن الإدارة الأميركية "باتخاذ خطوات واضحة وحاسمة" في هذا الاتجاه. وفي المقابل نقلت أسوشيتد برس عن إبراهيم خليل زعيم حركة العدل والمساواة المتمردة في إقليم دارفور وصفه تصريحات غريشن بـ"الساذجة" وأنها "تفتقر إلى دقة المعلومات الاستخبارية".
واتهم إبراهيم المسؤول الأميركي بأنه "يتصرف كأنه وزير خارجية (الرئيس السوداني) البشير".