أعلنت الخارجية الأمريكية استكمال إجراءات منح تونس وضع حليف رئيس خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو) لتصبح بذلك الحليف السادس عشر الرئيسي للولايات المتحدة.
وأشارت الخارجية الأمريكية في بيان نشرته في وقت متأخر من يوم الجمعة، إلى أن اعتبار تونس حليفا رئيسيا خارج الناتو يشير إلى العلاقات الوثيقة التي تربط بين الولايات المتحدة وتونس، وأن هذه الخطوة تؤهل حصول تونس على تدريبات عسكرية وقروض لشراء معدات للبحث والتطوير وشحنات دفاعية، وفق نص البيان.
ويذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن في الـ21 ماي 2015 منح تونس وضع حليف رئيس للولايات المتحدة خارج الناتو، خلال زيارة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لواشنطن.
وأحدثت الاتفاقية الأمريكية مع تونس، حالة فتور كبيرة على محور الجزائر وتونس، لدرجة تواتر معلومات أفادت بسحب الجزائر سفيرها في تونس عبد القادر حجار لبضعة أيام "احتجاجا" على الخطوة التونسية.
ومنذ توقيع الاتفاقية بين واشنطن وتونس، والتي ذهبت بعض القراءات في محتواها إمكانية ضغط أمريكي على تونس تحت ذريعة الإرهاب، لإقامة قاعدة عسكرية في التراب التونسي والذي مما لا شك به سيثير حفيظة الجزائر، سارعت تونس وعلى لسان أكثر من مسؤول لـ"تبديد" مخاوف الجزائر، والتأكيد أن لا خوف ولا تأثير للاتفاقية الأمنية على الجزائر، وسارع السبسي إلى اطلاع نظيره عبد العزيز بوتفليقة، على تفاصيل الاتفاق الأمني الأمريكي التونسي الأخير، من خلال رسالة نقلها مبعوث السبسي الخاص.
وقد سلم مبعوث السبسي إلى بوتفليقة، قبل 3 أسابيع "تقريرا حول طبيعة العلاقة الأمنية بين تونس والولايات المتحدة، طبقا للاتفاق الأمني الموقع بين البلدين في واشنطن، مع التأكيد أن الاتفاقية لن تمس بالاتفاقات الأمنية والعسكرية بين الجزائر وتونس".
وهذا الأمر كان قد أكده وزير الشؤون العربية والإفريقية في تونس التهامي العبدولي في حوار مع الشروق قبل أيام، والذي تحدث عن أصوات خبيثة تعمل على الوقيعة بين البلدين، ومما قاله العبدولي "الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الولايات المتحدة وتونس، وأن الاتفاقية لا علاقة لها بالجزائر، ولن تكون أبدا على حساب الجزائر... لا يمكن أبدا أن تكون تونس ضد أمن الجزائر، وكل ما يقرأ في وسائل الإعلام وفضاءات التواصل الاجتماعي كلام عار من الصحة، وهو جدل سياسي عقيم، العلاقات بين البلدين في أقوى حالتها، زيارة مبعوث الرئيس السبسي إلى الجزائر آتت أكلها، وردت على الأصوات الخبيثة".
وعاد المستشار في الرئاسة التونسية، محسن مرزوق، للتأكيد على أن التقارب مع الولايات المتحدة لا يستهدف الجزائر، وقال في حديث للإعلام التونسي "سياستنا الإقليمية واضحة، أولها علاقاتنا الإستراتيجية بالشقيقة الجزائر، التي هي بيتنا كما تونس بيت الجزائر".