تواصل مصالح الأمن المشتركة تحقيقاتها بخصوص الأسلحة المستعملة في الاعتداءات القاتلة بغرداية الأسبوع المنصرم، كما تواصل تمشيطها للأحياء المشتبه في حيازتها لهذه الأسلحة، إذ تم توقيف 15 مشتبها فيه، تم تحويلهم بعد التحقيق على محكمة غرداية للمحاكمة عن تهم مختلفة بعضها يكيف على أساس جناية، وتم في السياق حسب ما أكدته مصادر موثوقة لـ"الشروق"، ومنذ بداية العملية حجز 3 بندقيات مضخية و20 خرطوشة ليلة التاسع من جويلية المنصرم، أضيفت لها بندقية مضخية أمس الأول.
كما حجزت المصالح ذاتها، عتادا حربيا، وآخر طبيا بين قفازات ومحاليل وأقنعة، و12 هاتفا نقالا، وثلاث آلات تصوير، وكمية من المفرقعات وسكاكين بأحجام مختلفة، كما تم حجز براميل من الوقود، وخوذات خاصة بالدراجات، بالإضافة إلى صدريات واقية، وسيوف ومناجل، وقطع حديدية صغيرة، كما تم العثور لدى التفتيش على مفاتيح ومفكات وواقيات الغاز ونظارات بلاستيكية.
وفي سياق مواصلتها لعمليات البحث والتحري، أوقفت المصالح الأمنية أمس الأول، شابين كانا على متن دراجتين ناريتين اعتديا على سيارتين تحملان ترقيم ولاية ورڤلة، الأولى من نوع "اكسنت"، والثانية رباعية الدفع "راف 4"، إذ تم تحطيمها كليا والاعتداء على أصحابها، وقد تم تقديم الشابين أمام التحقيق قبل إحالتهما على العدالة عن جنحة التحطيم العمدي لملك الغير، والرشق بالحجارة في الوقت الذي أنكرا التهم الموجهة إليهما.
وتقول المعطيات المتوفرة لدى "الشروق"، نقلا عن مصادر طبية، أن تقارير الطب الشرعي، أكدت تعرض عدد قليل من الضحايا لطلقات رصاص، فيما كان سبب وفاة الأغلبية "المقذوفات الحديدية الحارقة" أو ما يعرف بـ"الرش"، والشظايا، هذه الأخيرة يتم صناعتها يدويا من خلال مزج قطع صغيرة ومتفاوتة من الحديد، بـ"روح الملح" و"الخل"، كما يتم الاستعانة بـ"البارود" في بعض منها حتى يمكن قذفها قبل رميها على الضحايا الذين يصابون في أماكن متعددة من الجسم بضربات حادة قاتلة، تودي بحياتهم في ظرف وجيز وهو حال الأغلبية، ضف إلى ذلك ضربات بالحجارة التي تم التصارع بها بين الطرفين خلال الأحداث التي خلفت مقتل 22 مواطنا في العشر الأواخر من الشهر الفضيل، وذكرت المصادر أن عمليات المزج هذه تعد طريقة جديدة في المواجهات، تفنن فيها بعض المتورطين ممن يمثلون رؤوس الفتنة، ضمنهم متعلمون.
وتشير المعلومات إلى أن التحقيق الأولي أثبت أن بعضا من الأسلحة المستعملة تعود للمواطنين الذين تم تسليحهم خلال العشرية السوداء في إطار الدفاع الذاتي وتم الاحتفاظ بها على هذا الأساس قبل استعمالها في المجزرة التي هزت استقرار المدينة الهادئة، ويجري التحقيق بخصوص أخرى يشتبه في أنها دخلت من خارج الوطن وهو ما لم يتأكد بعد.