قال مسؤول في وزارة الإعلام السودانية ، إن تعمق الصحافة في تغطية قضايا الأمن القومي والإقتصادي والمجتمعي، يؤرق الحكومة بشكل كبير، معترفا بأن العلاقة بين السلطة والصحافة لم تصل الى المرحلة المثلى وأن الجدل بين الطرفين لازال متصلا، واكد أن وضع الحريات الصحفية في السودان يعتبر أفضل مقارنة بدول اخرى، في وقت وجه رئيس الإتحاد الدولي للصحفيين جيم بوملحة ،إنتقادات صريحة لما تتعرض له الصحف السودانية من مصادرة على يد جهاز الامن.
وتشكو الصحافة السودانية من سطوة جهاز الامن والمخابرات الذي دائما ما يعاقب الإصدارات السياسية اليومية بالمصادرة كما يخضع بعضها بشكل استثنائي الى رقابة قبلية ، بينما يتعرض صحفيون في اوقات متفاوتة لاستدعاء واستجواب من مسؤولي الاعلام بجهاز الامن حول تحقيقات او مواد صحفية تم نشرها.
وبدأت في العاصمة السودانية الخرطوم، الثلاثاء، أول قمة لاتحادات صحفيى شرق ووسط افريقيا يمشاركة 11 دولة افريقية.
ودعا وزير الدولة بوزارة الاعلام السودانية، ياسر يوسف ، المؤتمرين لوضع توصيات فى اتجاه وضع حلول ناجعة وعملية للمشاكل والتحديات التى تواجه الصحفيين فى افريقيا والعالم ، مشيرا الى ان تحديات الصحف تكاد تكون متشابهة .
ونوه الوزير الى أن الحاجة مازالت مستمرة لحوار بين الحكومة والصحافة ،وكل مكوناتها وصولا لعلاقة راسخة بين الطرفين حول الحريات الصحفية.
وقال "صحيح ان الجدل بيننا مستمر ونحن نرى اننا لم نصل المرحلة المثلى ولكن الواقع جيد مقارنة بدول الاقليم ،والعملية تطورت فى السنوات الاخيرة الى ان وصلت الى هذه المرحلة ."
وقطع الوزير السوداني بأن الحكومة مستعدة لدعم كافة مبادرات الاتحاد العام للصحفيين السودانيين فى سياق حل مشاكل وقضايا صحفيي القارة الافريقية ،لافتا الى ان كافة مبادراته جديرة بالدعم والمساندة خاصة المتعلقة باستمرار الحوار بين الحكومة والصحف وقضايا المهنة .
وأوضح أن سلطة الصحافة مكملة لدور الحكومة ويصب فى صالح تطوير اداءها والقيام بدورها الرقابى ،وقال : نرحب بالنقد البناء واى نقد يصب فى صالح تطوير الاداء الحكومة ترحب به ولا تتضايق منه.
وقال يوسف ان اكثر ما يؤرق الحكومة في التناول الصحفى هو التغطيات المتعمقة لقضايا الامن القومى والاقتصادى والمجتمعى ،لافتا الى ان السودان ظل يعانى من حرب اهلية منذ استقلاله وان اثارها مازالت مستمرة .
واشار الى ان المعالجات الخاصة بالنزاعات والحروب والمتعلقة بالامن القومى ذات خصوصية وحساسية فى التناول والمعالجة الصحفية وانها بحاجة لتعميق الحوار حولها للوصول الى مشتركات ،مؤكدا انه لا خلاف حول النقد الموضوعى لأداء المسؤولين والحكومة .
وإمتدح الوزير دور الصحافة السودانية في الانفتاح السياسى وقضايا الامن والسلام والتطورات الدستورية وقال أن دورها تجاوز الاحزاب والقوى السياسيىة .
واضاف: التجاوزات الصحفية فى قضايا الامن القومى والمجتمعى "ضعيفة جدا ولا ترقى لان تعمم على الصحافة"، واستدرك بالقول " نريد معالجة هذه التجاوزات البسيطة حتى تكون صحافتنا رائدة".
واعلن وزير الدولة تبنى الحكومة لمشروع تطوير قانون الصحافة والمطبوعات لاستيعاب التطورات ،مؤكدا ان القانون الجديد لن يجاز الا بعد استكمال المشاورات والحوار والنقاش مع الاتحاد العام للصحفيين والمجلس القومى للصحافة والمطبوعات وكل المنظومات الصحفية بما يستوعب التطورات التى اعقبت قانون 2007 .
ونبه يوسف الى ان قضية تدريب الصحفيين ورفع مقدراتهم أمر ملزم للناشرين وان مهمة مجلس الصحافة والمطبوعات متابعتها .
وأضاف " نسعى لتعميق النقاش حولها مع اتحاد الصحفيين ومجلس الصحافة وهى قضية هامة وضرورية ونحن نتحدث عن اكثر من 7 الاف من أصحاب القيد الصحفي ،واضاف : لذلك نحن بحاجة لتدريب ورفع القدرات باعتبار ان ذلك من عوامل الحد من التدخل الادارى في الصحف .
ولفت الى ان عدد الاصدارت الصحفية بالسودان تبلغ 43 صحفية "غير حكومية "،منوها الى أن تحديات الصحافة فى الخرطوم تشابه الى حد كبير مع تحدياتها فى دول الاقليم .
من جهته، قال رئيس الاتحاد الدولى للصحفيين جيم بوملحة ان مؤتمر القمة الاقليمية لاتحادات صحفيى شرق ووسط افريقيا يعد الاول من نوعه فى القارة الافريقية.
وانتقد ما يتعرض له الصحفييين فى العالم من قتل وعنف وتهديد ورقابة ، لافتا الى ان مصادرة بعض الصحف السودانية من قبل الاجهزة الامنية له تاثيرات سالبة على الحريات ووضعية الصحفيين ومؤسساتهم ،مؤكدا على حرية الصحافة وحصانة الصحفى.
ودعا بوملحة الى ضرورة تعاون الصحفيين من اجل مجابهة التحديات التى تعترضهم ،وقال ان الصحفى هو "اكسجين الديمقراطية "ويجب حمايته.
وطالب المؤتمرين بالخروج بتوصيات واقعية لخدمة الصحافة والصحفيين ،لافتا الى ان حرية الاعلام والديمقراطية من القضايا الهامة المطروحة ،وشدد على ضرورة السعى لتطوير المهنة والمؤسسات الصحفية للقيام بدورها .
ووصف رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين الصادق الرزيقى ،قمة رؤساء اتحادات الصحفيين لدول شرق ووسط بالاجتماع الافريقى بالحدث الكبير ،لافتا الى ان اجتماعاتها تمثل اهمية كبرى بالنسبة لاتحاده، مؤكدا سعيهم لتعاون مثمر وبناء مع اتحادات صحفيى افريقيا لمجابهة ما تواجهه القارة الافريقة من تحديات .
وقال " المنطقة تعج بتحديات كبيرة وتعانى من ازمة كبيرة فى تطوير مهنة الصحافة ومعضلة عظيمة فى الحريات الصحفية "
مشيرا الى ان المنطقة بما تعانيه من حروبات وصراعات بحاجة لصحافة قوية .