أعفى زعيم حركة التمرد في دولة جنوب السودان "ريك مشار"، الثلاثاء، كل من الجنرال "بيتر قديت"، رئيس هيئة الاركان ، ونائبه والجنرال "قارهوث قاركوث"، في وقت تستعد فيه الحركة للدخول في مفاوضات خلال الايام المقبل مع حكومة سلفا كير.
وطبقا لبيان تلقته (سودان تربيون) فان مشار عين الجنرال جيمس كوانغ شول رئيسا لهيئة الاركان بدلا عن قديت الذي لم يعين في أي منصب.
وسرت شائعات بان مشار تخلص من قاديت الذي عبر عن عدم رضاه على الاجتماعات الاستشارية التي عقدها مؤخرا في نيروبي مع الامين العام للحركة الشعبية باقان اموم والرئيس الكيني بغية التحضير لمحادثات السلام المتوقع استئنافها في السادس من اغسطس القادم.
ونفى رئيس مكتب الاعلام بالحركة مابيور قرنق دو مابيور في بيان اصدره الاربعاء ما اثير، وقال ان ذلك لا اساس له من الصحة.
وأضاف ان هذه التعديلات في قيادة الحركة العسكرية "عملية ادارية محضة" و"لا ينبغي ان تكون مصدر للخوف على وحدة الحركة".
وكان قاديت هاجم ما اسماه تهاون مشار في التعامل عسكريا مع القوات الحكومية وطالب بتكثيف العمليات للاطاحة بنظام سلفا كير وذلك في اجتماع للقيادات العسكرية عقد مستهل مايو الماضي في مقر الالقيادة في بلدة باجوك بالقرب من الحدود الاثيوبية.
وفرضت كل من الولايات المتحدة ومجلس الامن الدولي عقوبات على عدد من القادة العسكريين من بينهم قاديت بسسب استهداف المدنيين على اساس اثني.
والجنرال قديت واحد من بين ستة قادة عسكريين في الحكومة والمعارضة فرضت عليهم عقوبات من مجلس الأمن الدولي لاختراقهم المتكرر لاتفاقيات وقف النار خلال العامين المنصرمين.
هيومان رايتس تكشف عن توثيق انتهاكات جديدة
وأعلنت منظمة "هيومن رايتس واتش" الأربعاء، ان قوات جيش جنوب السودان دهست مدنيين فارين بالدبابات ثم عادت ادراجها لتتاكد انها قتلتهم، ونفذت عمليات اغتصاب جماعية وقامت باحراق اشخاص احياء.
ويشمل تقرير اصدرته المنظمة معلومات تثير الصدمة حول فظائع ارتكبتها قوات حكومية في الحرب الجارية منذ 19 شهرا ويوثق "هجمات متعمدة على مدنيين" اعتبرتها المنظمة جرائم حرب.
وصرحت شاهدة لهيومن رايتس واتش "كانوا يدهسون الناس بالدبابات ثم يعودون للتاكد من موتهم".
ونفذت الهجمات قوات حكومية وميليشيا متحالفة معها من قبيلة بول نوير بحسب التقرير.
وافادت شاهدة اخرى في الـ30 من العمر ان جنودا في دبابة طاردوا قريبها. وقالت: "رايته. سحقوه قبل ان يصل الى النهر...كنا نركض معا، للاختباء".
ووصفت اخرى كيف عثرت على جثتي قريبيها مسحوقتين وذلك في مجموعة شهادات نقلها تقرير "هيومن رايتس واتش" في قسم بعنوان "احرقوا كل شيء"، استندت الى مقابلات مع 174 ضحية وشاهدا من ساحة المعركة في ولاية الوحدة شمال البلاد.
وفر المدنيون الى المستنقعات للاختباء لكن الجنود طاردوهم باليات برمائية ومشطوا المخابئ بالرشاشات.
وقالت امراة في منطقة كوش في ولاية الوحدة "كانوا يصطادون الابقار والناس".
وتحدث شهود عن اقدام جنود على اخصاء رجل وفتى في الـ15 من العمر في اطار مخطط متعمد لطرد الناس من القرى، بحسب المنظمة غير الحكومية.
كما وثق التقرير قتل "مدنيين من رجال ونساء وبينهم اطفال وكبار في السن، البعض شنقا والاخرون بالرصاص، او بالاحراق احياء".
واندلعت الحرب الاهلية في جنوب السودان في سبتمبر 2013 مع اتهام رئيس البلاد سالفا كير نائبه السابق رياك مشار بالتخطيط لانقلاب، ما اطلق سلسلة من اعمال القتل والانتقام ادت الى انقسام اتني في البلد الفقير.
وشن المعسكر الحكومي بقيادة الجيش الشعبي لتحرير السودان هجوما واسعا ضد القوات المتمردة فيابريل فيما شهدت ولاية الوحدة معارك ضارية بعد ان كانت منطقة نفطية مهمة.
واتهمت القوات المتمردة كذلك بارتكاب فظائع من بينها الاغتصاب والقتل وتجنيد الاطفال، على غرار القوات الحكومية.
وحاليا تأوي قاعدة الامم المتحدة في عاصمة ولاية الوحدة، بانتيو ، اكثر من 100 الف مدني، اي اكثر من المقيمين في المدينة المدمرة التي توالى المعسكران في السيطرة عليها تكرارا.
وافاد باحثون عملوا في جنوب السودان لسنوات ان "الحجم الهائل" للدمار "مروع" فيما سرقت عشرات الاف رؤوس الماشية التي تعتبر مورد الرزق الاساسي للسكان.
وسجلت هيومن رايتس واتش في التقرير 63 حالة اغتصاب مؤكدة انها مجرد جزء بسيط من العدد الاجمالي.
وقالت المنظمة ان "الحالات تشتمل على عمليات اغتصاب جماعي وحشية واخرى جرت علنا امام اخرين او تم فيها تهديد الضحايا بالقتل قبل الاغتصاب".
وافادت سيدة ان الاغتصاب اصبح "مجرد امر عادي"، فيما قدم الضحايا شهادات مروعة على الهجمات.
وروت ضحية لهيومن رايتس واتش "وجه رجل مسدسا الى راسي، وقال: انظري كيف سنغتصب ابنتك".
وتابع: "اجبروني على الجلوس ارضا على بعد مترين من مكان اغتصابهم ابنتي وضربوني بعصا. بعدما انتهوا اغتصبوا ابنتي الاكبر".
وافادت شاهدة ان الجنود "اغتصبوني مرة واحدة فقط لانهم ادركوا انني انجبت أخيراً".
ولم يصدر اي تعليق فوري من الجيش الذي سبق ان رفض معلومات سابقة حول انتهاكه حقوق الانسان.
وكانت الحكومة اعلنت في وقت سابق هذا الشهر انها تحقق في تقارير للامم المتحدة حول اغتصاب جنود فتيات واحراقهن احياء، لكن لم تصدر اي خلاصات بعد.