قالت مصر إنه ينبغي الحفاظ على سلامة أراضي سوريا في إشارة على ما يبدو لمعارضتها للتدخل التركي ضد مقاتلين في العراق وسوريا.
لكن وزارة الخارجية المصرية ذكرت في بيان الثلاثاء أن القاهرة تدعم محاربة ما وصفتها بأنها التنظيمات الإرهابية في سوريا “مع ضرورة أن يتم ذلك في إطار المحافظة على وحدة أراضي الدولة السورية وسلامتها الإقليمية وبما يتوافق مع أسس وقرارات الشرعية الدولية في هذا الشأن.”
وبدأت تركيا الأسبوع الماضي في قصف أهداف في سوريا لها علاقة بتنظيم الدولة الإسلامية وسمحت لتحالف تقوده الولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية لتنتهي بذلك سياسة تركية تفادت التدخل في الصراع السوري.
وقصفت أنقرة أيضا مقاتلي حزب العمال الكردستاني في العراق خلال الأيام القليلة الماضية ردا على هجمات على قواتها الأمنية.
وأعلنت واشنطن وأنقرة عن خطط لطرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من قطاع من الأراضي على حدود تركيا مما قد يوفر ملاذا آمنا للمدنيين.
ولم يقدم البيان المصري تفاصيل أخرى ولم يذكر تركيا بالاسم.
وقال المحلل السياسي حسن أبو طالب من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية “مصر تدين وترفض التحرك التركي المنفرد.”
وأكد من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي يحارب التشدد الإسلامي في شبه جزيرة سيناء على الحاجة للحفاظ على وحدة سوريا.
وتدعم دول شتى من بينها الولايات المتحدة مقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. لكن الصراع أدى إلى انتشار الجماعات الجهادية التي تعارض الأسد والغرب معا كما أسفر عن تفكك البلاد.
وبعد مضي أربع سنوات على الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 220 ألف شخص لم يعد الأسد يستطيع الدفاع عن كل أنحاء البلاد أو يأمل في استعادة أراض فقد السيطرة عليها وتتراجع قواته وتتحصن بمعاقلها الأساسية في العاصمة دمشق وعلى طول الشريط الساحلي بشمال غرب سوريا.
وفي الوقت نفسه ترسم جماعات المعارضة الأساسية -وهي تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق وتحالف إسلامي منافس في الشمال الغربي ومقاتلين قوميين في الجنوب والأكراد في الشمال- ملامح مناطق السيطرة الخاضعة لها.
ويشعر السيسي أيضا بالقلق بشأن الإسلاميين المتشددين في ليبيا التي سقطت فريسة للفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.
وتدخلت مصر في ليبيا في فبراير شباط عندما قصفت أهدافا للدولة الإسلامية هناك بعد أن ذبح التنظيم المتشدد 21 مسيحيا مصريا.