قال مراقبون إن الرئيس النيجيري محمد بخاري يسعى إلى تدارك الرفض الأميركي بشأن مده بالسلاح والعتاد لمحاربة بوكو حرام بزيارة حليفته الاستراتيجية في المنطقة الكاميرون التي تضررت بدورها من إرهاب الجماعة المتطرفة، بهدف الحصول على المزيد من الدعم.
وأشاروا إلى أن الزيارة تتزامن مع موعد إطلاق المهمة العسكرية لعشرة آلاف جندي أفريقيا بشكل رسمي ضد المتطرفين، وهو ما يعطي انطباعا بأن دول المنطقة عاقدة العزم أكثر من أي وقت مضى على القضاء على المسلحين. ومن المتوقع أن يصل الرئيس بخاري اليوم الأربعاء إلى العاصمة الكاميرونية نيامي لإجراء محادثاته مع نظيره بول بيا بشأن كيفية التصدي لجماعة أبي بكر شيكو التي تسببت رغم التضييق عليها في مأزق للحكومات التي تكافحها. وتأتي الزيارة في وقت تشكو فيه الكاميرون من وضع مشحون للغاية تسبب في نشر حوالي ألفي جندى إضافي في أقصى شمال البلاد بعد أن شهدت عاصمته مروا ثلاث هجمات انتحارية الأسبوع الماضي نفذتها فتيات قاصرات استخدمتهن الجماعة في اعتداءاتها.
ورغم تعليق برنامج التدريب العسكري الأميركي للجيش النيجيري فى عهد الرئيس السابق جودلاك جوناثان المتهم بالتقصير في مواجهة الجماعة المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية المتطرف بسبب عدة قضايا من بينها رفضه للتحقيق في عمليات فساد ومزاعم حول انتهاكات لحقوق الإنسان من قبل الجيش، إلا أن دول المنطقة ترى في اتحادها خطوة نحو التصدي للتطرف والإرهاب. ومنذ حوالي عشر سنوات، كان هدف بوكو حرام الأول هو بناء خلافة إسلامية شمال نيجيريا، لكن سرعان ما أصبحت حملة الرعب التي تشنها تشمل الدول المجاورة حيث شكلت كل من تشاد والنيجر والكاميرون مطلع هذا العام تحالفا عسكريا لمساعدة حكومة أبوجا.ويقول خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية المسلحة إن الجماعة غيرت إستراتيجيتها حينما أعلنت بيعتها لتنظيم الدولة الإسلامية قبل أشهر، وبدأت في تغيير أسلوبها في شن العمليات وخلفت هذه المبايعة نوعا من الذعر في المنطقة مما عجل بداية الهجوم المشترك ضدها. ومع أن التحالف ضد بوكو حرام حقق تقدما ميدانيا واضحا بطرد الإسلاميين من المدن التي كانوا يحتلونها في شمال نيجيريا، لكن البعض طرح تساؤلات حول ما إذا كانت البداية لنهاية هذه الجماعة أم أنها تحضر لانتقام رهيب أكثر مما أقدمت عليه في الفترة الأخيرة. يشار إلى أن هذه الحركة المتشددة منذ ظهورها بقوة في 2009 قتلت الآلاف وشردت مئات الآلاف وبدت تظهر انغماسا كبيرا في موالاتها لداعش بقطع الرؤوس وحرق المدنيين ممن يخالفون عقيدتها.