في ختام أول حوار استراتيجي بين البلدين منذ عام 2009، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن اتفاق لتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي، مع العودة إلى «قاعدة أقوى»، رغم قلق أشار إليه بشأن ملف حقوق الإنسان، معتبرا أن «مصر تظل بلدا محوريا للعلاقات والاستقرار في المنطقة برمتها.»
وأضاف في مؤتمر صحافي مع نظيره سامح شكري، أن «هناك بالتأكيد ظروفا كانت لدينا فيها أسباب لقلق عميق ولقد عبرنا عن ذلك بشكل علني، لكن لدينا قضايا متعددة نحتاج لمواصلة العمل فيها.»
وبدوره أكد شكري أنه لا توجد «خلافات كبيرة» بين بلاده والولايات المتحدة، لكن»هذا لا ينفي وجود تباين في وجهات النظر حول عدد من الموضوعات وهذا طبيعي.»
وقال كيري إن الولايات المتحدة مهتمة بملف حقوق الإنسان في مصر، وإن هناك كثيرا من الخلافات من بينها أنه لا بد من التفرقة بين من يلجأون للعنف ومن لا يقوم به»، مضيفا «نتفهم أن هناك أعمال عنف بالنسبة لبعض القيادات من الإخوان والبعض الآخر ينتهج السلمية، ونعلم أن هناك تحديات تواجه مصر». وطالب بإشراك كافة الأطراف السياسية السلمية في الانتخابات. وقال إنه اتفق مع شكري على أهمية ضمان إجراء انتخابات برلمانية «حرة ونزيهة وشفافة»، وهي الانتخابات المتوقع أن تجرى نهاية العام الجاري بعد تأجيلها أكثر من مرة.
وتشيد واشنطن بالرئيس عبد الفتاح السيسي الذي انتخب العام الماضي، وكان قائدا للجيش وقت عزل مرسي، لما حققه من استقرار في مصر، لكنها تنتقد بحذر سجل مصر في حقوق الإنسان والحملة الأمنية الصارمة التي تشنها الحكومة على جماعة الإخوان المسلمين.
وبعد عزل مرسي شنت القاهرة حملة قوية على الإخوان المسلمين، التي تصنف الآن كجماعة خارجة عن القانون، كما قتلت قوات الأمن مئات من أنصارها وسجنت آلافا غيرهم. بعد ذلك تحول التركيز على النشطاء الليبراليين.
وقال شكري إنه لا يوجد صحافيون محبوسون في مصر بسبب طبيعة عملهم. وذكرت لجنة حماية الصحافيين أن حصرا أجرته في الأول من حزيران/ يونيو أظهر أن 18 صحافيا مصريا على الأقل محبوسون لأسباب تتعلق بعملهم. وقال مصدر في الحكومة آنذاك إن الأرقام غير دقيقة.
واعتبر مراقبون أن حديث كيري عن عودة العلاقات إلى «قاعدة قوية» يعني تكريس التقارب الأخير في ظل إعطاء الأولوية لمكافحة الإرهاب على ملف حقوق الإنسان.
وفي وقت سابق هذا العام رفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما حظرا على تزويد القاهرة بالأسلحة، وسمح بتسليم أسلحة أمريكية تزيد قيمتها على 1.3 مليار دولار.
وسلمت الولايات المتحدة ثماني طائرات من طراز (إف 16 بلوك 52) الأسبوع الماضي.
وتحارب مصر متشددين يتمركزون في شبه جزيرة سيناء، حيث قتلوا مئات من عناصر الجيش والشرطة في هجمات منذ عزل مرسي. وأخطر الجماعات المتشددة في مصر هي جماعة ولاية سيناء التي بايعت تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال كيري أيضا إن الاتفاق الذي أبرمته القوى الدولية وإيران بشأن برنامجها النووي جعل المنطقة أكثر أمنا. وقال «لا يوجد شك على الإطلاق في أنه إذا طبقت خطة فيينا فإنها ستجعل مصر وكل دول المنطقة أكثر أمنا.»
كما قال كيري إن المحادثات تطرقت للتعاون المتزايد بشأن تأمين الحدود مع ليبيا.
وتوجه كيري إلى قطر حيث يعقد اجتماعات مع مسؤولين عرب آخرين تشارك بلادهم في القتال ضد تنظيم «الدولة»، ويسعى لطمأنتهم بشأن الاتفاق النووي مع إيران.