يدشن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مراسم احتفالية الخميس “قناة السويس الجديدة” التي تراهن عليها السلطة لانعاش الاقتصاد المتدهور وارساء “شرعيتها” على الساحة الدولية.
وسيجري حفل التدشين الذي يحل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ضيف شرف عليه في الاسماعيلية (شمال شرق) على ضفة قناة السويس.
يجري تدشين الفرع الجديد لقناة السويس بعد عام على وصول السيسي الى السلطة بعدما اطاح الرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي في تموز/يوليو 2013، واطلق حملة قمع دامية ضد انصار سلفه.
ومشروع تطوير قناة السويس هو من المشاريع الكبرى للسيسي الذي ركز حملته الانتخابية على انعاش الاقتصاد الذي تدهور منذ اسقاط الرئيس الاسبق حسني مبارك اثر ثورة شعبية مطلع العام 2011، واعادة الامن.
والهدف من تشغيل المجرى الجديد البالغ طوله 72 كلم هو مضاعفة القدرة الاستيعابية لحركة الملاحة في القناة التي تعتبر ممرا رئيسيا مهما يربط بين البحرين الاحمر والمتوسط.
وتتوقع هيئة قناة السويس ان يكون بوسع حوالى 97 سفينة عبور القناة يوميا بحلول 2023 مقابل 49 سفينة حاليا.
وستسمح القناة الجديدة بسير السفن في الاتجاهين ما سيخفض مدة الانتظار المفروضة عليها من 18 الى 11 ساعة.
وقال عمر عدلي الخبير في مركز كارنيغي للشرق الاوسط “انها رسالة موجهة الى الجمهور والى المستثمرين الاجانب لإثبات قدرة الحكومة على انجاز مشاريعها”.
وقناة السويس التي اقيمت قبل 146 عاما تعد محورا هاما للتجارة العالمية واحد الممرات التي تشهد اكبر حجم من الملاحة في العالم.
وسيؤدي افتتاح القناة الجديدة الى زيادة ايرادات القناة السنوية من 5,3 مليارات دولار (حوالى 4,7 مليار يورو) متوقعة للعام 2015 الى 13,2 مليار دولار (11,7 مليار يورو) عام 2023.
واذ اقر عدلي بانه “سيكون هناك بالتاكيد زيادة في الايرادات” تساءل “هل ان الارقام المعلنة واقعية ويعتد بها؟ لا نعرف كيف تم احتسابها”.
وتدشن القاهرة القناة في وقت تسعى مصر لترسيخ مكانتها كلاعب لا يمكن اغفاله على الساحة الاقليمية، فيما خفض حلفاؤها الغربيون نبرة انتقاداتهم بشأن حملة القمع التي تستهدف جميع مكونات المعارضة الاسلامية وغير الاسلامية والتي اوقعت اكثر من 1400 قتيل وادت الى توقيف عشرات الاف.
وقال عدلي ان “النظام الجديد يخوض معركة سياسية من اجل ارساء شرعيته داخل البلاد انما كذلك خارجها (…) والقدرة على انجاز مثل هذه المشاريع الاقتصادية تساهم في تعزيز هذه الشرعية”.
وسيقود السيسي الخميس في حضور عدد من رؤساء الدول الاجانب عرضا بحريا على متن يخت كانت تملكه في الماضي العائلة المالكة. كما سيجري عرض جوي تشارك فيه طائرات الرافال الثلاث وطائرات الاف-16 الثماني التي تسلمتها مصر مؤخرا من فرنسا والولايات المتحدة.
وعلقت في مطار القاهرة لافتات كتب عليها “قناة السويس الجديدة هدية مصر للعالم” فيما رفعت اعلام مصرية في جميع انحاء العاصمة.
وفي وقت يواجه هذا البلد حملة غير مسبوقة من الهجمات الجهادية سيتم نشر عشرة الاف شرطي عبر البلاد خلال مراسم التدشين، بحسب ما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط.
ومشروع “قناة السويس الجديدة” جزء من خطة اقتصادية طموحة لتطوير منطقة قناة السويس لتجعل منها مركزا لوجيستيا وصناعيا وتجاريا من خلال بناء عدة موانئ تقدم خدمات للاساطيل التجارية التي تعبر القناة.
ومن المتوقع ان يوفر هذا المشروع اكثر من مليون وظيفة خلال السنوات ال15 المقبلة.
افتتح السيسي في الخامس من اب/ اغسطس 2014 اعمال حفر الفرع الجديد لقناة السويس. وقد طلب الرئيس انذاك ان تنتهي الاعمال خلال عام واحد.
وطرح بنك مصر المركزي اكتتابا عاما للمصريين لتمويل اعمال انشاء الفرع الجديد للقناة جمع خلاله قرابة تسعة مليارات دولار.
غير ان فواز جورج خبير الشرق الاوسط لدى معهد لندن للاقتصاد راى ان “مصر بحاجة الى الاف المشاريع الاقتصادية” غير قناة السويس مشيرا الى ان “الاقتصاد لم ينطلق حتى الان”.
وتهدف الحكومة الى تحقيق معدل نمو طموح قدره 7% غير ان قطاع السياحة الذي يعتبر حيويا عانى من الاضطرابات السياسية والامنية التي تهز البلاد منذ الثورة الشعبية التي اطاحت حسني مبارك عام 2011.