تحول عزاء شيخ الجامع الأزهر، د. محمد سيد طنطاوي، إلى ملحمة للوحدة الوطنية يرد بها على من يكيدون لأمن مصر ويسعون للوقيعة بين قطبي الأمة، فرغم أحداث العنف التي اندلعت مؤخرا بين مسلمين وأقباط في عدة محافظات نائية، كان آخرها ما شهدته محافظة مرسى مطروح، حرص الإخوة المسيحيون على التسابق إلى تقديم واجب العزاء، بصورة حولت السرادق إلى اجتماع حزن ومحبة لعالم الدين الفقيد.
وفي أروع تجسيد للوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط، ومع وصول البابا شنودة وسط عدد كبير من القساوسة، حدث زحام شديد لكونه الصديق الحميم لشيخ الأزهر الراحل وحاولت جميع وسائل الإعلام الالتفاف حوله لأخذ تصريحات، وأبدي كبار المسئولين بالأزهر عن تقديرهم الشديد لموقف الكنيسة المصرية والبابا شنودة من إعلان الحداد ثلاثة أيام علي روح شيخ الأزهر.
مؤكدين أن البابا كان بحق صديقا وفيا للشيخ، وقال الشيخ علي عبد الباقي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية إن ما فعله البابا شنودة تقدير كبير لشيخ الأزهر، ودليل علي قوة العلاقة الإسلامية والمسيحية في مصر، مشيرًا إلي أن قناتي نجيب ساويرس الفضائيتين أعلنتا أيضًا الحداد بينما لم تقم الفضائيات الأخرى، ولو لمدة نصف ساعة.
وقد احتشد الآلاف من الشخصيات العامة والمسئولين ومواطنين أمس الأول بمسجد عمر مكرم لأداء واجب العزاء علي روح شيخ الأزهر الراحل د.محمد سيد طنطاوي منذ الساعة السادسة مساءً، وقد كان أول الحاضرين الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، فيما كان أول ظهور لرامي لكح عقب عودته إلي القاهرة في عزاء شيخ الأزهر، كما كان من بين الحاضرين محافظ القاهرة الدكتور عبد العظيم وزير ووزير الداخلية حبيب العادلي.
كما حضر العزاء محافظ الإسكندرية عادل لبيب الذي حرص علي الجلوس وسط المعزين بعيدًا عن الجهة المخصصة للمسئولين، بينما أصرت فايزة أبو النجا وزيرة الدولة للتعاون الدولي علي تقديم العزاء في سرادق الرجال وتوجهت للجلوس في مكان مجاور لرئيس الوزراء، كما تواجد بالعزاء الدكتور مفيد شهاب وزير شئون الدولة بمجلس الشعب، السيد عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وقف الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف، والدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية لتلقي العزاء، بينما ظهر الإعياء علي وجه المفتي الذي ظل في العزاء إلي آخر دقيقة في الساعة العاشرة والنصف.
حرص الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية علي إرسال وفد رسمي رفيع المستوي لتقديم العزاء برئاسة وزير الأوقاف أحمد توفيق.