وصل زعيم المتمردين بجنوب السودان رياك مشار، الأربعاء، إلى أديس أبابا، لترأس وفد المعارضة في المفاوضات الجارية مع الحكومة منذ 6 أغسطس الحالي، وفي الأثناء صرح جنرال جنوبي بارز، أنه وعدد من القادة الكبار في صفوف المعارض انشقوا عن زعيمهم مشار، معلنين الحرب عليه وعلى جوبا.
وكشف مصدر مقرب من مشار، فضل عدم ذكر اسمه، للأناضول، أن مشار بدأ نشاطه في العاصمة الأثيوبية اليوم بلقاء مع أعضاء وفده في المفاوضات.
وتوقع المصدر أن يلتقي رياك مشار في وقت لاحق من، الأربعاء، بسيوم مسفن رئيس وساطة إيقاد (الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا) في إطار المشاورات التي تجريها الوساطة لدفع عملية السلام بجنوب السودان.
وكان مصدر دبلوماسي أفريقي مطلع، فضل عدم ذكر اسمه، قال في تصريحات سابقة للأناضول، الثلاثاء، إن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، ونائبه السابق رياك مشار، زعيم المعارضة، سينضمان إلى المفاوضات الجارية بين طرفي الصراع في أديس أبابا.
يذكر أن إيقاد سلمت طرفي الصراع مسودة تسوية نزاع جنوب السودان في 25 يوليو المنصرم، وأعلنت أن الرئيس سلفا كير، ومشار، سيلحقان بوفدي التفاوض، لتوقيع الاتفاق النهائي في 17 أغسطس الجاري.
ومنذ منتصف ديسمبر 2013، تشهد دولة جنوب السودان، (التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء عام 2011)، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لمشار، بعد اتهام الرئيس للأخير بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه مشار، ودخل الجانبان في مفاوضات متقطعة بوساطة إيقاد في أديس أبابا لم تفض إلى اتفاق نهائي لإنهاء الصراع حتى اليوم.
إلى ذلك صرح جنرال بارز في جنوب السودان، الثلاثاء، أنه وعدد من القادة الكبار الآخرين في صفوف المعارض انشقوا عن زعيمهم ريك مشار ورفضوا محادثات السلام الجارية حالياً في أديس أبابا في خطوة قد تزيد من تصاعد الحرب.
وتشارك مجموعات مسلحة عديدة في الحرب الأهلية المستمرة منذ 19 شهراً، وأدت إلى مقتل عشرات الآلاف وارتكاب الفظائع في الدولة الجديدة.
وصرح الجنرال جاثوث جاتكوث، أحد قادة المتمردين الذي أقيل الشهر الماضي، إضافة إلى الجنرال بيتر قديت، قائلاً "إنهما أصبحا الآن في حالة حرب ضد رفاقهم السابقين من المتمردين والحكومة في جوبا".
وقال جاتكوث الذي كان يتولى الإشراف على اللوجستيات، إنه وقديت سيحاربان ضد مشار والرئيس سلفاكير ميارديت، معتبراً أن الأخيرين "رمزان للكراهية والإنقسام والقيادة الفاشلة وهما مسؤولان عن اشتعال هذه الأزمة".
واستؤنفت محادثات السلام في إثيوبيا المجاورة الأسبوع الماضي مع تصاعد الضغوط الدولية قبل المهلة النهائية للتوصل إلى اتفاق في 17 أغسطس الجاري.
واتهم جاتكوث مشار بالسعي للحصول على السلطة، قائلاً "لن نعترف بأي اتفاق يتم التوصل إليه".
وأضاف "هذه المحادثات محورها بحث ريك مشار عن مناصب، وليس السلام الذي نريده"، وقال "أي اتفاق سلام سيتم توقيعه لن يكون شرعياً ولن يتم احترامه".
من جانبه، قلل استيف كول المتحدث الرسمي باسم حركة مشار من التقارير التي تحدثت عن انقسام المجموعة، قائلاً "إن ما حدث عبارة عن انشقاق لاثنين من الجنرالات الساخطين ولن يؤثر في التسلل القيادي للحركة".
ووصف كول خطوة الجنرالين بـ"الخرافة"، معتبراً أنهما يمثلان شخصيهما ولا يملكان أي قوات تقاتل على الأرض.