حذر مدير عام مستشفي نيالا التعليمي، كبرى المؤسسات الصحية بولاية جنوب دارفور، من تفاقم مستوى التردي الصحي بالمشفى وحث السلطات على إيلاءه إهتماما أكبر، قبل أن يتهم الحكومات المتعاقبة بالتسبب في إنهيار الخدمة الطبية ، في وقت تواجه المشرحة الوحيدة في المشفى وضعا كارثيا بسبب تراكم الجثث وتحللها لإنعدام وسائل الحفظ المتعارف عليها.
وقال مدير مستشفي نيالا التعليمي إبراهيم أحمد الطويل أن مستوي التردي الذي لحق بالمؤسسة الطبية، وصل مستويات متقدمة توشك أن تؤدى الى إنهيارها، مطالبا حكومة الولاية بضرورة إيلاء المستشفي إهتماما يليق بمستوى الأزمة.
وأضاف الطويل في تصريحات، السبت، إن الإهمال الكبير الذي مارسته كافة الحكومات المتعاقبة علي الولاية بلا استثناء، أسهم في تردي مستوى خدماتها، بالاضافة الي ضعف ميزانية التسيير.
وأضاف" مستشفى نيالا التعليمي الوحيد بين مستشفيات الحكومية بالولاية يستقبل الحالات الطارئة، ويسع 460 سريرا ولا يحظى باي مال لتغطية نفقات الخدمات ويعتمد علي الإيرادات الذاتية الشحيحة ."
وأوضح الطويل أن إيرادات المستشفى الشهرية لا تتجاوز الـ 200 الف جنيه، مقابل 490 الف جنيه شهريا تمثل منصرفات التسيير شهريا.
وأشار الى أن تكلفة الكهرباء منفردة تصل الى 36 الف جنيه شهريا ،فيما تبلغ تكلفة العمالة المؤقتة 28 الف جنيه شهريا بالإضافة الى 36 الف جنيه تمثل منصرفات وقود السيارات علاوة على 80 الف جنيه عبارة عن حوافز المناوبين .
وكشف الطويل أن العجز الشهري للمستشفى يفوق الـ 200 الف جنيه شهريا متسائلا "من أين يمكن تغطيته؟ ".
ونبه الى أن غالبية مترددي المستشفى من الفقراء الذين لايستطيعون دفع رسوم العلاج البسيطة بالاضافة الي ان 20% من المرضي يعالجون مجانا.
أزمة في المشرحة
وكشف مصدر مسؤول بوزارة الصحة في جنوب دارفور، لـ "سودان تربيون" ان مستشفى نيالا يفتقر الى مشرحة بمواصفات طبية برغم تبرع إحدي المنظمات الأجنبية العاملة بالولاية ببناء إحداها لكنها لم تتمكن من تجهيزها بالمعينات والأدوات الحافظة نتيجة لطرد المنظمات من اقليم دارفور في العام 2009 وكان من بينها المنظمة المتبرعة.
وأضاف" المشرحة الآن بلا ثلاجات تحفظ الجثث، وهومايؤدي دوما الي تحللها وطمس هوية الموتى مما يعد السبب الأساسي في مكوث جثث مجهولي الهوية لفترات طويلة، ويدفع بالجهات ذات الصلة الى استخراج تصريح الدفن من النيابة الجنائية بالولاية ."
وتبنى مدير شرطة الولاية اللواء احمد عثمان محمد حملة لصيانة وتأهيل "مشرحة "مستشفي نيالا التعليمي في اطار نفير أطلقه الشباب تحت مسمي " نيالا تناديكم " لتأهيل المستشفي قبل انهياره بينما تبنت عدد من المؤسسات الحكومية صيانة 13 عنبرا .
وأفاد مدير المستشفى ان عدد الأطباء العموميين بالمستشفى لا يتجاوز الـ 12 مما دفع المستشفى الى التعاقد مع أطباء من الخارج، لسد النقص مقابل راتب شهري 850 جنيه.
وأوضح أن المستشفى متعاقد مع 20 طبيبا يدفع رواتبهم من الإيرادات الشحيحة بالمستشفى .