الجزيره:
طالبت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان بالتحقيق في ملابسات مقتل قائد جماعة بوكو حرام محمد يوسف في نيجيريا. وقد أظهرت صورة خاصة حصلت عليها الجزيرة جثة يوسف مقيد اليدين، وتبدو على الجثة إصابات بالغة وتشوهات بسبب إطلاق رصاص.
وعن ملابسات مقتل زعيم بوكو حرام، قال مراسل الجزيرة إن الروايات الأكثر انتشارا هي أنه قتل في اشتباكات مع قوات الأمن. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شرطي في مايدوغوري أن قوات الأمن قتلت محمد يوسف رغم أنه "طلب العفو".
وصور فريق تلفزيوني محلي جثة محمد يوسف بدا فيها عاريا وقد اخترق الرصاص جثته التي كانت في مقر قيادة الشرطة في مايدوغوري، وتحلق حولها عناصر من الشرطة. وقبيل الإعلان عن مقتله، ذكرت مصادر في الشرطة وأخرى حكومية أن الجيش اعتقل محمد يوسف الخميس في مايدوغوري.
وقصفت القوات الحكومية النيجيرية الخميس معاقل جماعة بوكو حرام -التي تعني باللغة السواحلية التعليم الغربي حرام- وقتلت العشرات من أنصارها بينهم نائب قائدهم.
عودة الهدوء
في هذه الأثناء عاد الهدوء أمس الجمعة لمدينة مايدوغوري شمال نيجيريا بعد اشتباكات دامية استمرت خمسة أيام بين القوات الحكومية وجماعة بوكو حرام راح ضحيتها مئات القتلى، وقال مراسل الجزيرة بالمدينة فضل عبد الرزاق إن قوات الأمن النيجيرية باتت تسيطر بصورة كاملة على المدينة، وسط أنباء عن اشتباكات متفرقة بين الطرفين.
وقد شرعت السلطات النيجيرية في جمع أكثر من مائتي جثة من شوارع مايدوغوري بعد الاشتباكات مع أعضاء الجماعة، ومقتل زعيمها. وقال علي ميكانو مسؤول إدارة الأزمات في المنطقة الشمالية الشرقية في الصليب الأحمر النيجيري "إنهم يحملون الجثث في شاحنات وحتى أمس كان لدينا أكثر من مائتي جثة" وما زالت "عمليات جمع الجثث جارية".
وأضاف أن التجول بات ممكنا في أي من أماكن المدينة، لكن الشرطة شددت من إجراءاتها وأقامت حواجز أمنية في أماكن متفرقة ومن لا يذعن لأوامرها يتعرض لإطلاق الرصاص عليه.
ضحايا
لكن صحفيا نيجيريا التقاه مراسل الجزيرة في موقع المواجهات قال إن غالبية القتلى الذين بدت جثثهم ملقاة على الأرض مرضى كانوا يراجعون مستشفى محمد يوسف، مشيرا إلى الأدوية والمستلزمات الطبية التي أتت نيران قوات الشرطة عليها وعلى أصحابها.
واستعمل الجيش أسلحة ثقيلة في قتاله مع الجماعة التي ظهرت عام 2002 في مدينة مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو، ويصفها المسؤولون أحيانا بأنها طالبان نيجيريا ويقولون إنها تريد فرض الشريعة في عموم البلاد.
وقال مراسل الجزيرة فضل عبد الرزاق إن القوات الحكومية بدأت باستهداف المراكز الرئيسة التي يتحصن فيها أنصار الحركة، مشيرا إلى أنها تمكنت من تحرير مائة طفل وامرأة كانوا محتجزين في مجمع كان يقطن فيه زعيمها.
ويقول مراقبون إن الهجمات أعد لها منذ شهور، وأكدوا أن الشرطة نفذت مداهمات وعثرت على متفجرات وأسلحة. وقد قتل نحو أربعمائة شخص بين مسلحين ومدنيين وجنود، في أعمال عنف انطلقت شرارتها الأحد الماضي بعد أن اعتقلت السلطات الحكومية أعضاء في الجماعة.
وتحدث الرئيس النيجيري عمر موسى يارادوا الذي يقوم بزيارة رسمية إلى البرازيل إلى حكام ولايات الشمال عبر الهاتف، وحث الزعماء التقليديين والدينيين على استغلال صلاة الجمعة لتحذير الناس من مخاطر مثل هذه الجماعات.