وضع رؤساء أركان الدول الأفريقية التي تعمل لمكافحة بوكو حرام اللمسات الأخيرة على تفاصيل نشر القوة الإقليمية المكلفة بالقضاء على هذه الجماعة النيجيرية المتطرفة.
ويفترض أن تسمح قوة التدخل المشتركة المتعددة الأطراف التي تشارك فيها نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون وبنين بتنسيق الجهود المشتتة لمختلف الجيوش بشكل أفضل، بعد العجز الواضح خلال الفترة الماضية من كبح نشاط مسلحي هذه الجماعة المرتبطة بداعش. ويرى مراقبون أن نجاح هذه القوة الأفريقية في الحد من تمدد بوكو حرام رهين بالاستراتيجية المثلى التي سيضعونها بعد أن أثبتت الاستراتيجيات السابقة فشلها لحد الآن، رغم الحديث عن انحسار الرقعة الجغرافية التي يتحرك فيها المتطرفون. ويقول رئيس أركان الجيش التشادي الجنرال إبراهيم سعيد إن الاجتماع يشكل مرحلة حاسمة على طريق جعل القوة المشتركة المتعددة الأطراف عملية بشكل أفضل من قبل.
وأمر رؤساء الأركان أيضا ضباطا منتدبين للعمل في مراكز قيادة القوة في العاصمة التشادية نجامينا بالانتقال إليها على الفور بعدما أصبحت شبه جاهزة للعمل، وسيكون تحت إمرتهم قوة قوامها 8700 جندي. وكشف أحد الضباط الذين شاركوا في الاجتماع، فضل عدم الكشف عن هويته، عن أن قادة القوة المشتركة سيتفقدون مواقع الثكنات العسكرية خلال الأيام المقبلة في الدول التي ستحتضن هذا القوة. وتابعت المصادر أن إثنين من مواقع القيادة للقوة سيكونان في نيجيريا وبالتحديد في مدينتي باجا المطلة على بحيرة تشاد وجامبارو على الحدود مع الكاميرون. وسيقام مركز القيادة الثالث في بلدة مورا الكاميرونية على الجانب الآخر من منطقة غوزا النيجيرية، حيث أقامت بوكو حرام مقرا لقيادتها في السابق. وأدت عملية مشتركة قامت بها نيجيريا وتشاد والنيجر إلى طرد الحركة الإسلامية المتشددة من مدن في شمال شرق نيجيريا في وقت سابق من هذا العام، لكن بوكو حرام قتلت المئات في الأشهر الثلاثة الأخيرة في تلك الدول الثلاث وكذلك في الكاميرون. ومنذ ذلك الوقت، تباطأت حكومات دول المنطقة في إنشاء قوة المهام المشتركة التي كان يفترض أن تبدأ عملها في نهاية يوليو الماضي، بعد أن سمح الاتحاد الأفريقي في قمته المنعقدة في مارس الماضي بتكوينها. تجدر الإشارة إلى أن الجماعة المتشددة غيرت من استراتيجيتها منذ بايعت الدولة الإسلامية وبدأت في إبراز ولائها عبر حرق وقطع رؤوس المناوئين لها، وهو ما تسبب في حالة من الذعر للسكان الذي يقيمون في مدار نشاطها.