عاش سكان عاصمة الشرق الجزائري، عصر أول أمس، حالة استنفار قصوى على إثر الأمطار الطوفانية التي تهاطلت لمدة قاربت الساعة، وخلّفت الكثير من الخسائر المادية والبشرية، حيث هلك 3 أشخاص.
من بين الضحايا امرأة تدعى "فلة.ف" تبلغ من العمر 40 سنة، وتعمل خياطة، بعد أن غمرتها السيول داخل ورشتها بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، أين تسربت الأمطار داخل الورشة بشكل سريع ورهيب فحاولت الضحية الفرار، لكن السيول تمكنت منها، أما الضحية الثاني فهو شاب يدعى "مهدي. ب" يبلغ من العمر 16 سنة، هذا الأخير الذي تعرض لصعقة كهربائية قاتلة بسبب الأمطار في فندق الخيام بالمدينة الجديدة علي منجلي، كما أسقطت هذه الأمطار الطوفانية الكثير من الجرحى من مختلف الأعمار، من الذين جرفتهم السيول ونجوا بأعجوبة والذين أصيبوا بصعقات كهربائية غير قاتلة، ناهيك عن الذين تعرضوا لحوادث مرور بسبب الفيضانات.
وحسب مصادر مؤكدة للشروق، فإن أكثر المناطق التي شهدت فيضانات بفعل الأمطار الغزيرة، بلدية الخروب ومنطقة البعراوية والقريتان الحمراء والبيضاء، مفترق الطرق بمنطقة عين الباي، المدينة الجديدة علي منجلي، بالإضافة إلى بعض الأحياء بوسط مدينة قسنطينة، حيث عرفت هذه المناطق فيضانات أتت على الأخضر واليابس أين شُلت حركة المرور بها نهائيا.
كما غرقت 50 سيارة على الأقل في السيول، مما استدعى تدخل رجال الحماية المدنية الذين خصّصوا إمكانات ووسائل ضخمة من شاحنات ومضخات و10 سيارات إسعاف و50 عونا و4 من رتبة رقيب بالإضافة إلى طبيبين، قاموا بامتصاص المياه وإنقاذ الوضع من خطر حقيقي كانت عواقبه ستكون وخيمة لو استمر تساقط الأمطار الطوفانية لأكثر من ساعة، وذلك بسبب عيوب الإنجاز، إذ كشفت هذه الأمطار الوجه الحقيقي للمشاريع التي كلّفت الملايير، وقُضي على الكثير منها خلال ساعة زمن واحدة، كانت كافية لتُزيح الستار وتكشف المستور من هاته المشاريع التي أُنجزت من أجل عاصمة الثقافة العربية وذهبت في مهب الريح بمجرد نزول الأمطار، وأكثرها الطرقات التي شهدت حالة كارثية من تشققات وتصدعات كبيرة، خلقت شلل تام في حركة المرور استمرت إلى منتصف الليل.
كما سقطت العديد من الأعمدة الكهربائية وخاصة تلك التي وُضعت من أجل عاصمة الثقافة العربية للتزيين بإنارة مختلفة عن بقية الأعمدة، كما أتلفت الأمطار الطوفانية العديد من المحاصيل الزراعية بكل من بلديات عين عبيد، حامة بوزيان وزيغود يوسف، كما سقطت العديد من البنايات الهشة بوسط مدينة قسنطينة ناهيك عن البنايات التي تسربت إليها مياه السيول وجرفت أثاث المنزل بعدة مناطق أخرى، والأكثر من هذا فقد شهدت أيضا رحبة الجمال في قلب مدينة قسنطينة، حالة رعب في أعقاب نشوب حريق مهول على مستوى بعض المحلات إثر شرارة كهربائية تسببت فيها الأمطار الغزيرة التي قلبت الولاية رأسا على عقب في ظرف ساعة واحدة من الزمن.