توالت التساؤلات في الشارع المصري عن مدى توغل جماعة داعش الإرهابية في القاهرة بعد إعلان مسؤوليتها عن تفجير مبنى الأمن الوطني شمالي العاصمة.. ويرى خبراء أن المشهد الحالي ينذر بخطورة شديدة، خصوصاً بعد تمدد داعش في البلاد.
وبعيد إعلان تنظيم داعش الإرهابي مسئوليته عن تفجير مبنى الأمن الوطني بشمال القاهرة، توالت التساؤلات إلى أي مدى تتوغل عناصر هذا التنظيم المسلح فى مصر وما هي أرضيته؟
ويعود الحديث من جانب داعش عن نيته التمدد في العاصمة المصرية القاهرة إلى أواخر العام 2014، حينما طالب التنظيم الإرهابي وأنصاره في مصر بنقل عملياتهم من سيناء إلى القاهرة.
ويشير الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية نبيل نعيم، إلى أن تنظيم داعش ينتشر حيث الجماعات التكفيرية "والجماعات التكفيرية في مصر موجودة ومنتشرة في كل مكان.".. مضيفاً: أن جماعة داعش لا تستطيع أن تتواجد على الأرض كما يحدث في ليبيا وسوريا والعراق: لأن المؤسسات الأمنية المصرية والجيش والشعب متكاتفين وأقوياء جداً ولو ظهرت داعش سيسحقوهم.
ويبدو أن المشهد الحالي ينذر بخطورة شديدة من ناحية تحقيق داعش شعاره القائم على التمدد بالإعلان عن وجود مجموعة تعمل لصالحه في القاهرة ومحافظات الوادي من غير ذكر تنظيم ولاية سيناء.. وبحسب عسكريين فإن هناك خلايا نائمة موالية لتنظيم داعش تنشط في قلب العاصمة المصرية القاهرة.
ويبين الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي، اللواء عادل عباس القلَا، إلى أن جماعة داعش تحاول الاتصال ببعض الخلايا النائمة التي من الممكن أن تتأقلم مع معتقداتها ومبادئها، ويضيف أنها قد مدتهم بالذخيرة والسلاح والمتفجرات التي تسرب عن طريق ليبيا والحدود "وبالتالي هذه العمليات عمليات يائسة لإحداث جو من عدم الاستقرار داخل مصر وداخل العاصمة المصرية القاهرة."
وبحسب محللين فان التنظيم الإرهابي أدرك أن ميزان القوى في سيناء يميل لصالح الجيش المصري، ما دعاه الى الانتقال بشكل موازي لتنفيذ عملياته الإرهابية في القاهرة من أجل استعراض نجاحات في الصراع مع النظام الحالي فى مصر.
إذاً فهو صراع بين القبضة الأمنية الحاكمة في مصر وبين تنظيم داعش الإرهابي المسلح.. صراع لم ولن تهدأ وتيرته في ظل إرادتين متناقضتين الأولى الاستقرار والسلام والثانية التدمير والتكفير.. وبحسب مراقبين لولا القبضة الأمنية الحديدية في مصر لعاثت التنظيمات الإرهابية فيها فسادا.