يقدم متمردو جنوب السودان اليوم الإثنين، احتجاجا رسميا للهيئة الحكومية لدول شرق أفريقيا "إيغاد" بسبب خرق القوات الحكومية لاتفاق السلام بعد ساعات قليلة من دخوله حيز التنفيذ.
واتهم المتمردون أمس، الجيش بخرق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في منتصف ليل السبت/الأحد، بموجب اتفاق سلام تم توقيعه مؤخرا، بعد تلكؤ الرئيس سلفاكير من خلال قصف مواقعهم على طول نهر النيل الأبيض. وقال المتحدث باسم المتمردين ديكسون غاتلواك من العاصمة الإثيبوية أديس أبابا إن "وقف الأعمال العدوانية بدأ في منتصف ليل السبت لكن الحكومة خرقته"، مشككا في نوايا جوبا في احترام الهدنة. وأوضح غاتلواك في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية أن قافلة عسكرية تضم مركبين وسبعة زوارق مجهزة بمدافع تتنقل بين بور وبانيجار في ولايتي جونقلي الشرقية والوحدة الشمالية. وأكد أن تلك القافلة "تقصف كلما ترى مواقعنا على ضفة النهر". وكان سلفاكير ومشار أمرا رسميا في وقت سابق قواتهما بوقف المعارك لدى دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، والبقاء في مواقعها وعدم التحرك إلا في حالة "الدفاع المشروع".
وهذا أول خرق للهدنة بين الطرفين بعد توقيع الاتفاق الأسبوع الماضي، إلا أن المراقبين يرون نذر حرب أهلية تطل مجددا بين المتناحرين وهو ما قد يقوض الاتفاق وينبئ بعودة الجميع إلى المربع الأول من الأزمة ويزيد من قلق المجتمع الدولي. ولم يتسن التأكد من حكومة جنوب السودان ومن الجيش على الفور، ولم يكن ممكنا التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل، كما لم تعلق “إيغاد” على ذلك. ولا يمكن التكهن بمدى التزام الطرفين بالاتفاق إذ أنهما خرقا كل الاتفاقات السبع السابقة لوقف إطلاق النار، إذ قبل ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ تبادل الطرفان تهم شن هجومات جديدة خصوصا في ولاية النيل الأزرق النفطية. وولايات النيل الأزرق والوحدة وجونقلي هي أبرز ساحات القتال في الحرب الأهلية المستعرة في جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر 2013، حيث وثقت الأمم المتحدة مجازر وفظائع بحق الطرفين طالت المدنيين العزل.