اتفقت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين مع الحكومة السودانية، على إطلاق مشروع جديد لتعزيز إعتماد اللاجئين وطالبى اللجؤ في شرق السودان على أنفسهم.
ويشمل المشروع المقترح تقديم مبادرات بناء المهارات واستراتيجيات التنمية الريفية المستدامة التي تهدف الى تحسين الوصول الى الغذاء وفرص زيادة الدخل للأسر قليلة الدخل التي تعيش في معسكرات اللاجئين بشرق السودان.
ويشهد السودان تدفقا مستمرا للاجئين الجدد بمتوسط يصل 1,100 شخص كل شهر، يفدون عبر طرق غير شرعية من أريتريا وأثيوبيا على وجه التحديد.
ومنذ ستينات القرن الماضي إستضاف شرق السودان، الذي يعاني نفسه من الفقر المدقع أكثر من 1.5 مليون لاجئ، وفي الوقت الراهن، هناك أكثر من 90,000 لاجئ يعيشون في تسعة مخيمات للاجئين في كسلا والجزيرة والقضارف.
وأفاد بيان أصدرته مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في الخرطوم، الثلاثاء، أن المشروع سيمكن الأسر منخفضة الدخل من سد احتياجات السوق المحلي من خلال توفير فرص تطوير مهارات الانتاج الزراعي والحيواني المستدام.
وقال ممثل الفاو فى السودان عبدى جاما "إن المشروع جاء فى وقت حرج، خاصة وأن شرق السودان يواجه حالة لجؤ طال امدها في ظل تخصيص موارد محدودة لمقابلة المساعدات الانسانية وانعدام الدعم في مجال سبل كسب العيش بجانب الفقر المدقع في معسكرات اللاجئين".
وأضاف "هذا المشروع هو احدى المكونات الهامة للجهود المشتركة بين منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين حول الإستراتيجة المتجددة للاعتماد على الذات بهدف معالجة الوضع من خلال تعزيز الاعتماد على النفس اقتصاديا لتقليل اعتماد اللاجئين على مساعدات الإغاثة الإنسانية وتعزيز التعايش المستدام بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة في شرق السودان".
ويوفر المشروع التدريب العملى للاجئين وطالبى اللجؤ فى مجالات إعداد ألارض وإنتاج وحصاد الذرة والسمسم والموالح والعلف والدواجن بجانب التدريب في إدارة الانتاج والتغليف وأفضل الممارسات التسويقية.
وغالبية اللاجئين القدامى ظلوا يعيشون في شرق السودان لفترات تصل الى 40 عاما، كما ان ما يقارب 60% من سكان المعسكرات ولدوا في السودان.
ويقدر كذلك ان ما يصل الى 50% من اللاجئين وطالبي اللجؤ في شرق السودان يعيشون في فقر مزمن.
وتتركز عمليات مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بشرق السودان على الاعتماد على الذات بهدف معالجة إعتماد اللاجئين المقيمين منذ فترة طويلة على المساعدات بجانب توفير بدائل لتحركات الوافدين الجدد الذين يواجهون مخاطر حماية خطيرة مثل الوقوع فى براثن شبكات الاتجار بالبشر.
وقال ممثل المفوضيةٌ الساميةٌ للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين محمد أدار في السودان "عادة ما يعتبراللاجئين كمتلقين سلبيين للمساعدات الانسانية وأنهم يشكلون عبئا اقتصاديا على المجتمعات المضيفة، ولكن في واقع الحال فإن مجتمعات اللاجئين ليست كلها مجتمعات متشابهة".
وأشار الى أنه "برغم حالات الفقر الشديد الا إن بعضهم مستعد للبناء على إصول كسب معيشتهم".
وتدرس المفوضية الساميةٌ للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من خلال المشروع الحالي حالة كل لاجئ بعناية وتتأكد من أن المساعدة الصحيحة تصل إلى الأشخاص المستحقين، ليس على أساس مستوى الضعف فقط، بل وقدرات كل لاجئ ايضا".
ويضيف أدرار "مع ازدياد محدودية الموارد المتاحة، فإن التعاون الوثيق والشراكة بين جميع الأطراف المعنية نحو الهدف المشترك تكون أكثر أهمية في الشرق".