اتهم الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة بالجزائر علي بلحاج السعودية باستخدام كبار العلماء لمنع المظاهرات الاحتجاجية ضد ما تتعرض له المقدسات الإسلامية في فلسطين. ودعا بلحاج علماء السعودية إلى القيام بواجبهم الديني و"عدم الترويج لفتاوى الخنوع وعدم التظاهر احتجاجا على ما تتعرض له المقدسات".
وقال بلحاج في تصريح صحفي إن مسؤولية الدفاع عن الأقصى "تقع على عاتق علماء الأمة أينما كانوا، لكنها أكبر وأعظم بالنسبة لعلماء المملكة العربية السعودية". وأضاف أن "الكارثة تأتي من النظام السعودي الذي يستخدم كبار العلماء لمنع المظاهرات الاحتجاجية ضد ما تتعرض له المقدسات الإسلامية في فلسطين".
وشن بلحاج هجوما على "مواقف النظام السعودي" وقال إن المملكة "تسخر الأموال والفضائيات لتوهين الأمة الإسلامية وإشاعة الخنوع"، ودعا من أسماهم العلماء الشجعان و"ممن هم ليسوا في جيب النظام الذين يوزعون الفتاوى حسب الطلب" أن يقوموا بدورهم تجاه المسجد الأقصى لأنه "مذكور في كتاب الله عز وجل.. ولأن مسؤولية هؤلاء أعظم من مسؤولية باقي علماء الأمة".
من جهة أخرى دعا بلحاج الجزائريين إلى القيام بواجبهم نصرة للأقصى، وقال إن "الشعب الجزائري حزين لما يجري في الأراضي الفلسطينية، لكن النظام للأسف لم يقل كلمة واحدة في هذه التطورات، ومهما يكن من أمر فلا بد من وقفة احتجاج بالطريقة التي تجعل الشعب الجزائري يقوم بواجبه مهما كانت النتائج".
وأعرب الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة عن أسفه حيال استقبال النظام الجزائري لقادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) وذلك في إشارة على ما يبدو إلى زيارة يقوم بها رئيس اللجنة العسكرية في حلف الناتو الأميرال جيامباولو باولا الذي أعلن أنه سيبحث آفاق التعاون بين الجزائر والناتو في إطار الحوار المتوسطي.
وقال بلحاج "ما يزيد من أسفنا أن النظام الجزائري استقبل قادة حلف الأطلسي الذين يقتلون إخواننا في أفغانستان وباكستان ويقفون إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي ضد إخواننا في فلسطين، وهو ما يؤكد قناعتنا بأن النظام الجزائري فاقد للسيادة ولا يستطيع أن يدلي حتى بتصريح، والدليل على ذلك الفرقاطة العسكرية الإسرائيلية التي دخلت ميناء وهران، وهو ما أطلق عليه النظام مصطلح العبور غير الرسمي، في حين أننا نتابع المناورات المشتركة بين الجيشين الفرنسي والجزائري في البحر الأبيض المتوسط".
وكانت السلطات الجزائرية قد اعتقلت بلحاج الجمعة الماضية عدة ساعات قبل أن تفرج عنه لاحقا، وقال بيان صادر عن هيئته الإعلامية إن الاعتقال جاء على خلفية انتقادات حادة وجهها بلحاج للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتطرق إلى قضية مدير الأمن الوطني الجزائري علي تونسي الذي قتل الشهر الماضي برصاص أحد مساعديه.
يذكر أن بلحاج سبق أن اعتقل مرارا منذ خروجه من السجن عام 2003 بسبب تصريحات له عن قضايا جزائرية وعربية ودولية، وهو ممنوع من النشاط السياسي والإعلامي.