كشفت الشرطة السرية النيجيرية أمس الاثنين عن توسيع بوكو حرام الإسلامية المتشددة شبكتها في كامل أنحاء البلاد، في خطوة قد تزيد من تعقيد الحرب المعلنة على الجماعة، وفق وكالات الأنباء.
جاء ذلك بعد أن ألقت السلطات القبض على 20 شخصا من العناصر البارزة في الجماعة في مواقع مختلفة من نيجيريا، في مشهد يعيد إلى الأذهان تمدد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا الذي اتخذته شعارا لترهيب مناوئيها. وقال المتحدث باسم وكالة الاستخبارات النيجيرية طوني أوبويو إن "الاعتقالات تمت خلال الأسابيع الثمانية الماضية في ولايتي غومبي وكانو شمالي البلاد وفي ولاية بلاتو وسط البلاد وولايتي لاغوس وإينوغو في الجنوب". وأشار أوبويو إلى أن من بين هؤلاء الذين تم إلقاء القبض عليهم عثمان شويبو الذي ساعد في تدبير التفجيرات الانتحارية مؤخرا في شمال شرق نيجيريا والذي تربطه صلة مباشرة بزعيم الجماعة أبي بكر شيكو المتواري عن الأنظار ولا يعرف أحد مخبأه. وألقت الاستخبارات أيضا، وفق المسؤول نفسه، القبض على أحد خبراء المتفجرات في بوكو حرام ويدعى أحمد محمد.
ويرى مراقبون أن هذه المسألة ستزيد من تعقيد خطط الحكومة المتحالفة مع جيرانها للقضاء على الجماعة، بالرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي أطلقتها أبوجا منذ تولي الرئيس محمد بخاري السلطة قبل أشهر. ويفتح انتشار عناصر بوكو حرام في جنوب نيجيريا ذات الغالبية المسيحية الباب على مصراعيه للتأويلات بأن خروقات حصلت خلال الفترة الماضية في أجهزة الأمن جعلت عناصرها يصلون إلى هناك وربما يخططون للقيام بهجمات إرهابية محتملة قد تعجز على إثرها الحكومة عن إعادة الهدوء. وقتلت بوكو حرام التي تسعى إلى تأسيس دولة خلافة إسلامية طبقا لتفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية، حوالي 14 ألف شخص منذ عام 2009، بينما شردت مئات الآلاف من قراهم ومدنهم التي سيطرة عليها.