وقع وزيرا خارجية السودان وجنوب السودان بفندق "President" في موسكو بيانا مشتركا بوساطة روسية حول آلية التعاون لتنفيذ اتفاقات التعاون المشترك بين الخرطوم وجوبا والتي أقرها رئيسا البلدين في أديس أبابا 2012.
ونص البيان الذي وقعه وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور ونظيره الجنوبي بنجامين برنابا، الجمعة، بحضور نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الاوسط وبلدان أفريقيا ميخائيل بوغدانوف، بالتزام الطرفان بالتعاون والسعي المشترك لحل كل القضايا العالقة بين الدولتين.
وخلص البيان، طبقا للمتحدث باسم الخارجية السودانية، السفير علي الصادق، للالتزام بتنفيذ النقاط الأمنية الواردة في الاتفاقية الموقعة بين البلدين، وتعزيز العلاقات بين الخرطوم وجوبا حتى تصل لمستوى عالٍ من التعاون بينهما.
ورفض البيان أي مقترح بفرض عقوبات من قبل مجلس الأمن على دولة جنوب السودان وذلك بمساعدة روسيا.
وعقد وزيرا خارجية السودان وجنوب السودان اجتماعات في موسكو بدعوة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لحسم الملفات العالقة بين الجارين.
وكان وزير الخارجية السوداني قد قال، يوم الخميس، إن روسيا ستتابع وتراقب اتفاقيات التعاون الموقعة بين الخرطوم وجوبا، كما أن موسكو ستستضيف اجتماعات فنية بين السودان وجنوب السودان.
وقطع غندور بعدم تنفيذ اتفاقات التعاون التسعة، إلا ما يخص نقل النفط من جنوب السودان عبر الموانئ السودانية، منوها إلى أن اتفاق موسكو شدد على الإسراع في تنفيذ الاتفاقات الأخرى ومنها اتفاقية التجارة المتبادلة والتعاون البنكي والرواتب والمعاشات، فضلا عن عن الاتفاقية الأمنية، على أن يكون الجانب الروسي متابعا ومراقبا لتطبيقها وتستضيف موسكو اجتماعات فنية بين البلدين للمتابعة.
وأبدت الخرطوم، أخيرا، حالة من عدم الرضى حيال بطء تنفيذ اتفاقيات التعاون مع دولة جنوب السودان، وقالت إن حزمة التفاهمات بين البلدين لم ينفذ منها سوى تلك الخاصة بتصدير نفط الجنوب عبر ميناء بورتسودان.
وكان جنوب السودان قد انفصل عن السودان عام 2011 بعد استفتاء شعبي دعمته الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلا أن الانقسام خلف الكثير من المسائل العالقة، من أبرزها ترسيم الحدود وتصدير النفط عبر أنابيب السودان، والسيادة على منطقة "أبيي".
وتوصل الجانبان بعد جولات من المفاوضات في أديس أبابا إلى اتفاق تعاون في عام 2012 يضع أطرا لتطبيع العلاقة بين الدولتين الجارتين، لكن تنفيذ الاتفاق مر بمراحل من التأزم والاتهامات من الجانبين بدعم حركات التمرد في كل منهما.
وبعد توقف القتال في جنوب السودان، وتوصل طرفي النزاع إلى اتفاق هدنة الشهر الماضي أصبحت الظروف مواتية أكثر أمام الخرطوم وجوبا لاستئناف تنفيذ اتفاقيات أديس أبابا، فيما تسعى موسكو للقيام بدور متقدم في التقريب ولعب دور الوساطة بين شطري السودان.