أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري، شريف إسماعيل السبت، ثلاثة اعتبارات تحكم ملف سد النهضة الإثيوبي، والذي أثار جدلًا حوله في الفترة الأخيرة بسبب خلافات بين المكاتب الإستشارية للسد المشرفة على تنفذ المشروع.
وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية بمصر، قال إسماعيل في مؤتمر صحفي، عقب أداء حكومته الجديدة اليمين الدستوري السبت، أن الحكومة تولى ملفات مصر الخارجية اهتمامًا كبيرًا إلى جانب الملفات الداخلية.
وحول ملف سد النهضة، أضاف إسماعيل: “هذا الملف تحكمه عدة اعتبارات، من أهمها ألا يؤثر ذلك على حصة مصر المائية، وألا تكون له استخدامات سياسية، وأن يدعم التطور الذي تقوم به مصر في المرحلة المقبلة”، (دون ذكر تفاصيل عن طبيعة هذا التطور).
وأثار إعلان أثيوبيا الانتهاء من بناء 47% من سد النهضة، بحسب تصريحات مدير المشروع، المهندس سمنجاو بقلي، للتليفزيون الإثيوبي الأربعاء الماضي، قلقًا من ساسة وخبراء مصريين من تأثيراته على مصر، بحسب تقارير محلية نشرت مؤخرًا.
وطالب حزب الجيل الديمقراطى، المؤيد للنظام المصري في بيان له أمس الجمعة، الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالمراجعة الفورية لعملية بناء السد، مشيرًا إلى “أن مسار المفاوضات الحالي بين دولتى المصب (مصر والسودان)، وإثيوبيا لا يحقق مصالح مصر”، لافتا إلى أن “إثيوبيا تتخذه وسيلة للمماطلة والتسويف حتى تفرض السد واقعًا لن نستطيع تغييره وقتها”.
وأشار البيان، إلى أن المكتب الاستشارى الهولندى انسحب من إعداد الدراسات المطلوبة، وبقى المكتب الفرنسى المرتبط بأعمال كثيرة فى إثيوبيا ما يفقده حياده.
واعترف المتحدث باسم وزارة الطاقة الإثيوبية، بزونة توليشا، في تصريحات للأناضول أمس الجمعة، بوجود خلافات بين المكتب الاستشاري الفرنسي (بي آر إل)، الذي رست عليه مناقصة تنفيذ السد، بنسبة 70% من أعمال المشروع، مع نظيره الهولندي (دلتارس)، الذي رست عليه المناقصة لتنفيذ نسبة الـ 30% الأخرى.
وقال بزونه للأناضول، “المكتبان الاستشاريان أبلغا الدول الثلاث، (مصر وإثيوبيا، والسودان)، بوجود خلافات بينهما، لكن هذه الخلافات بين المكتب، لن يكون لها تأثير على أعمال سد النهضة”.
ونفى بزونه في التصريحات ذاتها، الاتهامات الموجهة لبلاده بـ”المماطلة”، من قبل بعض الأطراف المصرية، قائلًا، “إثيوبيا تعمل بكل صدق وأمانة من أجل إقامة شراكة حقيقية بين دول المصب والمنبع حول مياه النيل”.
وفي 22 أغسطس/ آب الماضي، أعلن السيسي، أن القاهرة مستمرة في المفاوضات الخاصة بسد النهضة، وفقًا للمرجعيات والتفاهمات، التي تمت في الأشهر الأخيرة بين مصر، والسودان، وإثيوبيا في الخرطوم فى مارس/ آذار 2015، وكذا وفقًا للتفاهمات التى تمت بينه (السيسي)، ورئيس الوزراء الإثيوبي، هيلاماريام ديسالين، أثناء لقاءاتهما المختلفة”.
وتتخوف مصر من تأثير سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، على حصتها السنوية من مياه النيل التي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن سد النهضة سيمثل نفعًا لها خاصة في مجال توليد الطاقة، وأنه لن يمثل ضررًا على السودان ومصر.