وجه زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، بمناسبة عيد الأضحى، جملة من الرسائل خص بها أساسا الرئيس السوداني عمر حسن البشير، قائلا له في إحداها "إن أمامك فرصة تاريخية اليوم لرسم خارطة طريق لتحول ديمقراطي حقيقي في السودان".
وانتقد المهدي سياسة التجزئة التي اعتمدها نظام البشير بخصوص الحوار الوطني، التي من المفترض أن يبني عليها ما قال إنه "فرصة تاريخية". واعتبر أن "النظام بهذا الأسلوب يجعل نفسه عمدة الحوار ليبرم اتفاقيات ثنائية تحافظ للنظام على ثوابته". وقامت الحكومة السودانية برسم مسار للحوار الوطني الذي دعا إليه البشير في يناير من العام الماضي، يقضي بتولي آلية (7+7) مهمة التحاور مع قوى المعارضة السياسية، وبقاء الحوار مع الجماعات الدارفورية المسلحة ضمن منبر الدوحة، أما الحوار مع الحركة الشعبية شمال فيبقى خاضعا لقرار مجلس الأمن 2046. وفي بادرة منه أعلن الرئيس السوداني، الثلاثاء الماضي، عن وقف لإطلاق النار في مناطق النزاع لمدة شهرين، لتهيئة الأرضية لبدء الحوار، وقد رأت معظم أطياف المعارضة بشقيها المسلح والسياسي أن هذه الخطوة ليست إلا لتسويق صورة مشرقة له في الخارج، في المقابل باركها الصادق المهدي.
وقال المهدي الذي يتولى أيضا إمامة طائفة الأنصار للبشير "أمامك فرصة لدخول التاريخ من أوسع أبوابه وترسم معنا خريطة طريق لسلام عادل شامل وتحول ديمقراطي كامل، بأسلوب لا يعزل أحدا ولا يهيمن عليه أحد”. وأضاف "تجاوب أيها الأخ مع الفرصة التاريخية ونحن نضمن لك الوفاء بالتزاماتنا". ويستبعد محللون سودانييون أن يلبي الرئيس السوداني دعوات المهدي، لافتين إلى أن قيام النظام بتجزئة الحوار على ثلاثة منابر رغم أن القضايا واحدة يعكس غياب إرادة حقيقية لإحداث تحول نوعي على مستوى العلاقة مع المعارضة. ويقول محللون إن أسلوب التجزئة ليس بجديد على النظام، فلطالما عمل على ذلك في إدارته للقضايا في السودان وذلك لضرب صف المعارضة وتكريس هيمنته على مفاصل القرار. بالمقابل يرى البعض أن النظام لديه هذه المرة فعلا رغبة في طي صفحة أزماته مع المعارضة السياسية والمسلحة، بالنظر إلى وجود ضغوط دولية كبيرة عليه حيال ذلك، كما أن تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي عامل يدفعه إلى البحث عن تسوية سياسية.