جاء النفي المصري الرسمي لوجود خلاف مصري – سعودي حول القضية السورية في الوقت الذي لا يشعر فيه السفير السعودي النشيط في القاهرة احمد قطان بالارتياح لمواقف بعض الإعلام المصري المناهضة للسعودية، إلى درجة حدوث تهجم كلامي عليه من رئيس مجلس إدارة جريدة “الاهرام” الرسمية خلال حفل استقبال للسفير الجزائري في العاصمة المصرية.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية احمد ابو زيد “لا صحة لما يقال عن خلافات مصرية – سعودية في هذا الجانب”، لكنه لم يُخْفِ عدم التطابق في بعض وجهات النظر بين البلدين حيـال الأزمة.
وأضاف “لكل دولة في بعض الحالات مواقف قد لا تتطابق بنسبة 100% لكن التشـاور والتنسـيق قائمان، والتوجه واحد”.
وجاء هذا النفي في الوقت الذي لاحقت فيه الاشاعات السفير السعودي لدى مصر بانه غادر القاهرة عائدا إلى المملكة احتجاجا على تهجم رئيس مجلس إدارة جريدة “الاهرام” عليه. ونفت المصادر السعودية في الرياض هذه الاشاعات مؤكدة ان السفير احمد القطان ما زال في القاهرة على رأس عمله.
وكان عدد من المواقع الإخبارية المصرية قد تداول بشكل كبير أنباء عن مغادرة السفير القطان القاهرة، الأمر الذي تم نفيه جملة وتفصيلا من قبل المصادر المطلعة في وزارة الخارجية.
وبحسب ما تردد فقد تقدمت السفارة السعودية في القاهرة، بمذكرة رسمية إلى السلطات المصرية تشكو فيها صحيفة “الأهرام” الحكومية، وذلك في أعقاب المشادة التي حدثت بينه وبين أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة “الأهرام”، فى منزل سفير الجزائر لدى مصر نذير العرباوي.
وأفادت هذه الأنباء أن السفير الجزائري، أقام حفلا في منزله، يوم الأربعاء الماضي، جمع بين قطان والنجار، وعدد من السفراء والدبلوماسيين العرب.
ووجه السفير السعودى أحمد قطان، عتابا إلى النجار على نشر آراء تنتقص من دور المملكة العربية السعودية، الأمر الذي احتد عليه النجار، ما أدى إلى مشادة كلامية بينهما، دفعت السفير نذير العرباوي للتدخل وإنهاء المشادة.
إلا أن السفير السعودي غادر منزل السفير الجزائري غاضبا منه بسبب دعوته لرئيس تحرير “الأهرام” في وجوده، بحسب ما تردد.
ودأبت وسائل الإعلام المصرية في الآونة الأخيرة على توجيه انتقادات للسعودية، خصوصا فيما يتعلق بموقفها من الأزمة السورية والإصرار على رحيل بشار الأسد والذي تعارضه مصر.
والشهر الماضي، اعتبرت صحيفة “الأهرام”، أن إصرار المملكة على رحيل بشار الأسد، كشرط للحل السياسي، “يتغافل أن الأسد يتمتع بشعبية وسط قطاع لا يستهان به من الشعب السوري”، وأن شروط السعودية تجاه الأسد محاولة “خبيثة” لإجهاض اتفاق جنيف.