حمّل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، السلطات المصرية، المسؤولية الكاملة عن قتل الفتى الفلسطيني الصياد فراس مقداد، وطالبها بوقف إغراق الحدود بمياه البحر، وفتح معبر رفح الحدودي.
ووفقا للمركز الفلسطيني للاعلام قال هنية خلال تأدية واجب العزاء لذوي الفتى مقداد في رفح، جنوب قطاع غزة، مساء السبت (7-11) إن حادثة قتل الصياد "تعد استخفافًا بالدم الفلسطيني"، لافتاً إلى أن الحادث وقع داخل المياه الفلسطينية.
واستشهد مقداد (16 عاماً)، مساء الخميس، بينما كان يعمل في مهنة الصيد في عرض البحر، قبالة ميناء رفح، إثر إصابته برصاص الجيش المصري.
ووصف هنية، ما حدث بأنه "يمثل قمة الاعتداء على القيم، والتاريخ، وضوابط الأخوة بين الشعبين الفلسطيني والمصري"، لافتاً إلى أن إطلاق النار المصري استهدف صيادين كانوا ضمن الحدود الفلسطينية.
وقال: "من خلال التحريات التي قمنا بها، لم يثبت تجاوز الصياد مقداد وغيره، المياه الفلسطينية"، مستدركاً "لنفترض أن الصيادين في ظل الحصار الخانق تجاوزوا بعض الأمتار في المياه المصرية، فالجيش المصري يمتلك وسائل واضحة، تميز وتوضح بشكل جلي أن الصيادين لا يحملون سوى معدات للصيد".
ودعا هنية مصر لـ"تحمل المسؤولية ووضع حد لهذا السلوك"، قائلاً إن "هذا أسلوب لا يجوز أن يكون ضد الشعب الفلسطيني، فنحن اليوم في انتفاضة ضد العدو الإسرائيلي، ونحتاج من العرب الدعم والمساندة، وأن يحموا ظهورنا".
وأكد أنه تم تكليف من لهم علاقة مع المسؤولين المصريين "لوضع حد لهذه المسألة".
وقال القيادي الفلسطيني: "العدو يقتل شبابنا وحرائرنا، وفي المقابل لا ننتظر أن يقتل أبناؤنا على يد الجيش المصري، نريد من مصر أن تشكل سندا وحماية للانتفاضة، التي ستحرر القدس والأسرى والضفة، صحيح عندنا ألم، لكن لن تنحرف البوصلة والبندقية التي ستبقى في وجه العدو والجندي الإسرائيلي".
وأضاف "كفى استخدامًا للنار تجاه المواطن الفلسطيني البسيط؛ فكما ترون الآن لدينا انهيارات في منطقة الحدود بفعل القناة المائية، التي تم حفرها مؤخرًا (من الجيش المصري)"، مستدركًا أنه "يمكن لمصر الحفاظ على أمنها، ولتغلق الأنفاق لكن عليها أن تفتح المعبر في المقابل".
وطالب نائب المكتب السياسي لحركة "حماس"، السلطات المصرية، بوقف إغراق الحدود بمياه البحر المالحة، وفتح معبر رفح، مشددا على الالتزام بالأمن الفلسطيني والمصري.
وقال: "نحن ملتزمون بأمننا وأمن مصر وبالأمن العربي والقومي، ومعركتنا مع العدو الإسرائيلي فقط؛ لذلك جئنا اليوم وكلنا غضب وألم".
وأضاف "لن نقبل استمرار هذه المعاناة بهذه الطريقة؛ فمعبر رفح مُغلق، والحدود تغرق بالمياه، والصيادون يتعرضون لإطلاق النار، فهذه ليست طريقة مُعبرة عن علاقات أشقاء وتاريخ وجغرافية وجوار".
وكان الجيش المصري بدأ في سبتمبر/أيلول الماضي، ضخّ كميات كبيرة من مياه البحر، في أنابيب عملاقة مدها في وقت سابق على طول الحدود الفلسطينية - المصرية، في المقطع المحاذي لرفح، جنوبي قطاع غزة؛ بدعوى تدمير الأنفاق في المنطقة، متجاهلاً تحذيرات الخبراء من التأثيرات الكارثية لتلك المياه على التربة والمياه الجوفية والبيئة.