تحولت صلاة الجمعة بمسجد الحسين في القاهرة إلى تظاهرة مؤيدة لانتخاب المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي رئيسا لمصر، بعدما فوجئ المصلون بالبرادعي يؤدي الصلاة في الصفوف الوسطى بصحبة شقيقه علي وبعض النشطاء والمدونين.
وفور انتهاء البرادعي من الصلاة وخروجه من الباب الرئيسي للمسجد تزاحم المواطنون لمصافحته والدعاء له، وأكدوا دعمهم لدعوته لتعديل الدستور وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة، ورددوا "التغيير التغيير، البرادعي رمز كبير".
وقال مراسل الجزيرة نت في القاهرة إن حشودا أمنية مكثفة أحاطت بالمسجد، لكنها لم تتدخل لمضايقة البرادعي أو مناصريه، واكتفت بضمان الحركة المرورية في هذه المنطقة السياحية الهامة.
وقام البرادعي بجولة قبل أداء صلاة الجمعة في شوارع الجمالية والمعز وخان الخليلي وباب الفتوح بمصر العتيقة، وشاهد المساجد القديمة والآثار الإسلامية.
وحرص البرادعي على الظهور بملابس بسيطة، والتجول في سوق خان الخليلي الشهير، حيث توقف أكثر من مرة للحديث مع بعض المواطنين الذين حرصوا على التقاط صور تذكارية معه وسؤاله عن إمكانية ترشحه للانتخابات، وما إذا كانت السلطات المصرية عرضت عليه كما ردد البعض تولي منصب رفيع مقابل التنازل عن فكرته للترشح وتعديل الدستور.
وأجاب البرادعي على غالبية الأسئلة التي طرحت عليه خلال جولته التي استغرقت وقتا قصيرا، أنه لن يستطيع هو أو غيره تغيير أي شيء "إلا إذا تحرك الناس وطالبوا بحقوقهم، وتركوا السلبية، وآمنوا أن لمواقفهم تأثيرا على حياتهم اليومية ومستقبل أولادهم".
وقال الشاعر عبد الرحمن يوسف منسق الحملة الشعبية لدعم ترشيح البرادعي لرئاسة الجمهورية للجزيرة نت إن "التفاف هذه الجماهير حول البرادعي يؤكد أنها تشعر بانتمائه إليها وأنه ابن هذا البلد، وليس كما تقول جرائد الحكومة رئيسا في الإنترنت فقط، وأنه يريد أن يقدم له الشعب كرسي الرئاسة وهو جالس في بيته".
وكان البرادعي عبر من قبل عن نيته النزول للشارع المصري والتحدث مع الناس ليحدد برنامجه الانتخابي على ضوء ما يراه مفيداً في هذه المرحلة، حيث أكد أن حمايته ستكون مستمدة من الشعب المصري.