تدهورت أوضاع النازحين في ليبيا بشكل متزايد جرّاء استمرار الحرب الأهلية وغياب أي حلول قريبة قد تضع حدا لمعاناتهم، ويرى مراقبون ان السلطات الليبية المتعاقبة لم تقم على مدار الأربع سنوات الماضية والسنة الحالية بأي إجراءات فعلية ناجعة للتخفيف من معاناة النازحين.
وبحسب "سي ان ان"، عبد الله الطياري، رب عائلة تتكون من أربعة أفراد، اضطر إلى ترك بيته في درنة هربا من بطش "داعش" الذي استولى على هذه المدينة منذ أكثر من سنة، زتاريخ 12 نوفمبر 2015 لن يمحى من ذاكرته أبدا لأنه اليوم الذي هُجّرَ فيه وعائلته من أرضه وقريته تاركا كل ما يملك وراءه.. نزوح فُرض عليه بالقوة.
ويقول مستعرضا ذلك اليوم " دخل المسلحون إلى المدينة وعاثوا فيها فسادا ودمارا، هدمت البيوت وطُرد السكان. استولت العصابات المسلحة على كل ما نملك، هددتنا بالقتل.. حقا إنها ذكرى مؤلمة، المهم عندي أننا نجونا بحياتنا، أحمد الله على كل شيء".
عبد الله وجد نفسه منذ ذلك الوقت عاطلا عن العمل، وأكثر ما يحز في نفسه الآن انعدام الدعم الحكومي لهم وعدم اهتمام السلط بمشاكلهم، ويقول في هذا السياق" لا أحد اهتم بنا، المسؤولون متفرغون لتقاسم كعكة السلطة وتوزيع الكراسي الآن، ليس لديهم وقت ليبالوا بوضعنا.
وكانت الحكومة الليبية التي تتخذ من شرق ليبيا مقرا لها شكلت منذ أشهر لجنة خاصة للإطلاع على الظروف المحيطة بالنازحين في المدن الشرقية وسبل تذليل الصعوبات التي يتعرضون إليها واتخذت جملة من القرارات من أهمها بناء مساكن اجتماعية لفائدة النازحين، فيما عبدا لله اعتبر هذه الإجراءات الحكومية مجرد كلام ووعود زائفة يسوقها المسؤولين من منابرهم ومكاتبهم.
وخلّص عبد لله أن مطلب جميع النازحين هو إيجاد حلول لهم للعيش بسلام في أماكن تحفظ كرامتهم وتوفر احتياجاتهم من سكن وغذاء وماء ورعاية صحية وتعليم وشغل وأمن.
وفي ظل استمرار المعارك في المنطقة الغربية وعودة التوترات القبلية بين التبو والطوارق، وتواصل الاشتباكات بين قوات الجيش الليبي ومجلس شورى مدينة بنغازي شرق ليبيا، بالتوازي مع غياب حل سياسي، تبقى مسألة النزوح مهددة بأن تتحول إلى وضع طويل الأمد في ليبيا.
و يبلغ إن عدد النازحين داخل ليبيا 519 ألف نسمة يتوزعون خاصة على مدن طرابلس وبنغازي وترهونة وغريان، مشيرا إلى أنهم يعيشون في أوضاع حياتية صعبة.