وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجمعة إلى تونس للمشاركة في حوار استراتيجي يهدف إلى تعزيز الشراكة السياسية والاقتصادية مع الديموقراطية الناشئة في تونس التي أصبحت تعتبرها واشنطن "حليفا رئيسيا".
وهبطت طائرة كيري في تونس حوالي الساعة 8,45 (7,45 تغ) بحسب صحافي فرانس برس الذي يرافقه وسيبدأ محادثاته مع أعضاء الرباعي التونسي للحوار الوطني حائز جائزة نوبل للسلام عام 2015 والذي وعد بإنقاذ الانتقال الديموقراطي قبل سنتين.
وبعد مؤتمر صحافي ظهرا ولقاء مع الرئيس الباجي قائد السبسي، سيغادر وزير الخارجية الأميركي تونس إلى النمسا للمشاركة في اللقاء الدولي حول سوريا السبت. وفي تونس، سيفتتح جون كيري مجموعات العمل الثلاث (الأمن والاقتصاد والشراكة السياسية) للحوار الاستراتيجي. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إنه سيعبر عن "الدعم الأميركي للديموقراطية التونسية وجهود تعزيز أمنها وتطور اقتصادها". والعلاقات الثنائية في طور التجدد بعد ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين من علي من السلطة رغم هجمات مثل ذلك الذي استهدف السفارة الأميركية من قبل متظاهرين في أيلول/سبتمبر 2012.
وفي أيار/مايو وبعد زيارة السبسي أول رئيس منتخب ديموقراطيا، منحت واشنطن تونس وضع "حليف رئيسي غير عضو في حلف شمال الاطلسي" ما يتيح لها الحصول على تعاون عسكري معزز. وفي سياق الهجوم الجهادي على متحف باردو الذي اوقع 22 قتيلا في اذار/مارس، اعلنت واشنطن انها تريد مضاعفة مساعدتها للجيش والقوات الامنية التونسية لمساعدتها على مواجهة التحديات الامنية. ومنذ ذلك الحين، شهدت تونس اعتداء ثانيا على فندق في سوسة في نهاية حزيران/يونيو اوقع 38 قتيلا.
وانضمت تونس في الآونة الاخيرة الى الائتلاف الدولي ضد تنظيم داعش، الذي تبنى هذين الهجومين. لكن الى جانب المسائل الامنية فإنها تواجه وضعا اقتصاديا صعبا لا سيما القطاع السياحي. وفيما بلغت المساعدة الأميركية لتونس أكثر من 700 مليون دولار منذ 2011 بحسب وزارة الخارجية الأميركية، فإن زيارة كيري يفترض ان تتيح النظر في ضمانة قروض جديدة بقيمة 500 مليون دولار بطلب من تونس. وقال المصدر نفسه ان "الاتفاق على هذا الامر والتفاوض على بنوده وتطبيقه عملية معقدة". وفي أيلول/سبتمبر، أعلنت تونس أيضا أنها تريد طلب خطة مساعدة جديدة بقيمة 1,7 مليار دولار على الأقل من صندوق النقد الدولي.