شهدت المحاكم المصرية أول دعوى قضائية بسبب مقال نشر على موقع التعارف الاجتماعي "فيسبوك"، حيث اتهم نقيب الممثلين أشرف زكي زميله ومنافسه السابق بانتخابات النقابة هشام بهاء الدين بالسب والقذف في مقال نشر على الموقع الإلكتروني الشهير.
واعتبرت دوائر إعلامية أن هذه الدعوى القضائية شكلت صدمة للأوساط الثقافية كونها أعادت للأذهان قضية الملاحقات القضائية التي يتعرض لها ناشطو الإنترنت وأصحاب المدونات بسبب ما يكتبونه من آراء على مواقعهم الإلكترونية.
في المقابل أكد أشرف زكي للجزيرة نت أنه لم يقصد قط أن يكون أداة للتضييق على الحريات، لكنه تعرض لإهانات وشتائم أضرت به وبعائلته، ولجوؤه للقضاء كان لاستعادة حقه.
وكان بهاء الدين قد نشر مقالا في 4 يناير/كانون الثاني الماضي بعنوان “فضيحة مدوية بنقابة المهن التمثيلية” على موقع فيسبوك تناول فيه ما زعم أنها مخالفات منسوبة لأعضاء مجلس النقابة، وهو ما دفع النقيب لرفع دعوى قضائية يتهم فيها بهاء الدين بسبه وقذفه، وقد تحددت جلسة 24 أبريل/نيسان القادم لنظر الدعوى.
وسبق للنقيب أن أقام دعوى قضائية أخرى ضد بهاء الدين يتهمه فيها بارتكاب جريمة البلاغ الكاذب بسبب لجوئه للشرطة متهما زكي بتحريض آخرين بالاعتداء عليه بالسب والشتم وتهديده تلفونيا لإجباره على الانسحاب من انتخابات النقابة.
من جانبها، انتقدت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان الدعوى القضائية التي أقامها نقيب الممثلين ضد زميله العضو بالنقابة بسبب "مقال يتضمن انتقادات لأداء مجلس النقابة والنقيب"، وقالت إن الصراع ما كان يجب أن ينتقل إلى ساحات المحاكم.
وأضافت الشبكة الحقوقية في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه "هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها أحد المواطنين برفع دعوى سب وقذف بسبب مادة منشورة على موقع فيسبوك، كما أنها المرة الأولى التي يقاضي فيها ممثل زميلا له لينقل الخلاف من الكلمة والحوار إلى ساحات المحاكم".
حق دستوري
لكن هذا الرأي لم يجد قبولا عند نقيب الممثلين الذي رفض الانتقادات الموجهة له، ورأى أنه استخدم حقه الدستوري في اللجوء إلى القضاء بعدما تضرر من الشتائم والاتهامات التي وجهت له في مقالة فيسبوك.
وقال زكي للجزيرة نت "مسألة الرد على المقال بمقال تكون عندما نختلف في الرأي، لكن عندما أتعرض للإهانة من جانب زميل لي داخل النقابة وأنا أمثله وأمثل المئات من زملائه فهذه إهانة كبيرة لا أملك وحدي حق التسامح فيها أو تجاوزها، وأثق في نزاهة القضاء لأنه حكم عدل".
ورفض نقيب الممثلين التقليل من وطأة وتأثير مضمون المقال كونه لم ينشر في جريدة أو وسيلة إعلامية معروفة وانما نشر على موقع فيسبوك، وقال "لدي بنات وأولاد وأصدقاء جميعهم يدخلون على فيسبوك ويقرؤون هذه الإهانات والأكاذيب، ولا أعتقد أن ما ينشر على فيسبوك يحظى بانتشار ضعيف بل يجري تداوله على نطاق واسع".