قال عبد القادر مساهل، وزير الشؤون المغاربية والأفريقية الجزائري، إن موقف بلاده من ملف الصحراء “لم يتغير”.
جاء ذلك في رده على سؤال وجهته له الإذاعة الحكومية الأربعاء، حول ما إذا كان هناك تغيراً في الموقف من الملف، بعد تصريحات لعمار سعداني، الأمين العام لحزب “جبهة التحرير الوطني” الحاكم، بالجزائر، في العاشر من الشهر الجاري، فُهمت على أنها تغير في موقف بلاده من الملف.
وقال مساهل إن “موقف الجزائر لم يتغير منذ أن سُجلت قضية الصحراء الغربية عام 1963، لدى الأمم المتحدة، ضمن قائمة الدول غير المستقلة”.
وأضاف “موقفنا هو موقف الأمم المتحدة، لأن كل اللوائح الأممية مند عام 1963، تقول إن الحل هو تقرير مصير الشعب الصحراوي عبر استفتاء، وهو ما أكد عليه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الأسبوع الماضي، في تقرير له، بضرورة أن تكون هناك مفاوضات بين البوليساريو والمغرب ، إيجاد حل لتقرير مصير الصحراويين وفق لوائح المنظمة السابقة”.
وجاءت تصريحات الوزير وهو قيادي في حزب “جبهة التحرير الوطني” الحاكم، بعد تصريحات لعمار سعداني، الأمين العام للحزب، في العاشر من الشهر الجاري، فُهمت على أنها تغير في موقف الجزائر من الملف.
وقال سعداني في حوار مع قناة “النهار” (الخاصة) إن “قضية الصحراء عندي ما أقول فيها، ولابد أن نصارح فيها الشعب الجزائري”، مشيراً إلى أن هذا الحديث هو “موقف شخصي ولا يلزم الحزب بشيء”.
وأثارت هذه التصريحات تساؤلات في الجزائر، عن هدفها، والمقصود بها، كما جاء في الصحف المحلية، في وقت تناقلتها صحف مغربية على نطاق واسع، واعتبرتها تحولاً في الموقف الجزائري الداعم لجبهة “البوليساريو”، كما قالت.
ويسود التوتر، العلاقات بين الجزائر والرباط منذ عقود، بسبب النزاع على الصحراء، و لا تزال الحدود بين البلدين مغلقة بين البلدين منذ عام 1994، كرد فعل السلطات الجزائرية على فرض الرباط تأشيرة الدخول على رعاياها بعد اتهام الجزائر بالتورط في تفجيرات استهدفت فندقا بمدينة مراكش (وسط المغرب).
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل، حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، بينما تطالب جبهة “البوليساريو” بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد اجتياحه من قبل المغرب إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.
وبدأت قضية إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء تواجد الاحتلال الإسباني بها، ليتحول النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة.
وتشرف الأمم المتحدة، بمشاركة جزائرية وموريتانية، على مفاوضات بين المغرب وجبهة “البوليساريو”، بحثا عن حل نهائي للنزاع حول إقليم الصَحراء منذ توقيع الطرفين اتفاقًا لوقف إطلاق النار عام 1991.
وتأسست بعثة الأمم المتحدة إلى إقليم الصحراء، المعروفة باسم “المينورسو” بقرار لمجلس الأمن الدولي رقم 690 في أبريل/ نيسان 1991، ومهمتها الأساسية العمل على حفظ السلام، وإيجاد حل نهائي للنزاع، ودأب مجلس الأمن الدولي على التجديد لها سنة واحدة في شهر أبريل/ نيسان من كل عام.