تمكن المغرب من الحفاظ على ترتيبه ضمن أقلّ الدول تأثرا بالإرهاب حسب ما جاء في النسخة الثالثة من المؤشر العالمي للإرهاب والصادرة عن معهد الاقتصاد والسلم العالمي.
واحتل المغرب وفق ما أوردته صحيفة "هسبريس" المغربية المركزالـ 92 على الصعيد العالمي، من أصل 162 دولة شملها التقرير، الذي يعتمد مجموعة من المؤشرات في تصنيف الدول، من بينها عدد القتلى وضحايا العمليات الإرهابية، وعدد الجرحى، ثم عدد العمليات الإرهابية التي تعرض لها كل البلد خلال العام الماضي. واعتبر مراقبون أن تمكن المغرب من الحفاظ على ترتيب متقدم ضمن أقل الدول تأثرا بالإرهاب هو نتيجة لجهوده المتواصلة في تأمين حدوده ومراقبة المجموعات المتطرفة، مشددين على أن السلطات المغربية تقوم بإجراءات استباقية لدرء مخاطر الإرهاب.
هذا وأفاد عبدالرحيم منار السليمي المحلل السياسي ومدير المركز المغاربي لتحليل السياسات، في تصريحات لـ"العرب"، بأن المغرب يعيش حالة من التأهب الأمني القصوى منذ الهجمات التي عرفتها مدينة سوسة التونسية ومتحف “باردو”، ثم الهجمات المتوالية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، وذلك باتخاذ مجموعة من الإجراءات الاستباقية وتكثيف عمليات مراقبة الحدود والممرات والمطارات. ونبه السليمي إلى أن العملية التي وقعت في باريس لها أبعاد جيواستراتيجية ما يؤكد على أن هناك شريطا لداعش يمتد على طول شمال المتوسط وشريطا يمتد على جنوب المتوسط في المنطقة المغاربية، داعيا إلى ضرورة تفعيل التعاون الأمني وتكثيفه بين دول شمال أفريقيا.
واعتبر المحلل السياسي، أن النموذج المغربي في مواجهة الإرهاب، ينبني على ما هو استباقي من خلال التصدي للخطاب التكفيري وللأفكار المتطرفة بنشر تعاليم الإسلام المعتدل، والعمل على الرفع من مستوى التنمية الاجتماعية. ومن جانبه أكد وزير الشؤون الخارجية صلاح الدين مزوار، في تصريحات سابقة، أن "المغرب اعتمد مقاربة مبتكرة لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، تشمل مجال الأمن، والتنمية السوسيو اقتصادية لمكافحة الفقر".