خلف أمس الثلاثاء حريق مهول شب بمركز إيواء اللاجئين الأفارقة في ورڤلة، وفاة 18 شخصا من أعمار وجنسيات إفريقية مختلفة بينهم طفلة وطفل وامرأة، ويجري تحديد أعمارهم وهوياتهم بدقة، على اعتبار تفحم الجثث، بسبب حجم الكارثة الإنسانية التي خلفت خسائر كبيرة، وهو ما تطلب تشكيل خلية أزمة مكونة من عدة قطاعات.
ووقع الحادث حسب المعطيات الأولوية، بسبب انفجار عدد من قارورات الغاز، التي لجأ إليها نزلاء المركز، بعد انخفاض درجات الحرارة، بسبب التقلبات الجوية التي تعرفها الجزائر هذه الأيام.
ونقل الضحايا إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى محمد بوضياف، فيما أصيب أكثر من 60 آخرين بحروق من درجات مختلفة من بينهم 03 نساء، استنادا إلى مصادر طبية مؤكدة، بعد نشوب حريق مهول بمركز الإيواء المخصص لهم، أين كان الجميع يخلد للنوم في الساعات الأولى من الصباح.
الحريق المهول وقع بمركز إيواء الأفارقة المخصص لهم منذ سنوات من طرف السلطات المحلية، الذي لا يبعد سوى بأمتار عن وحدة الحماية المدنية ومؤسسات رسمية قبالة جامعة قاصدي مرباح، علما أن الضحايا ينحدرون من دول النيجر مالي، السنغال، ساحل العاج، غامبيا، الكاميرون.
وهرعت مصالح الحماية المدنية بورقلة إلى مركز إيواء الأفارقة في حدود الساعة الثالثة من صباح الثلاثاء للوقوف على حجم الكارثة، وما صعب من مأمورية رجال الحماية ألسنة اللهب التي حاصرت المكان بفعل انفجار عدد معتبر من قارورات غاز البوتان التي استعملها الأفارقة مع بداية البرد الشديد.
ونظرا لهول الحادثة سخرت، مصالح الحماية المدنية إمكانيات ضخمة، وعددا معتبرا من الأفراد وشاحنات الإطفاء للسيطرة على النيران، التي تطلبت أكثر من ساعة للسيطرة عليها بصفة نهائية، في حين سارعت المصالح الأمنية المشتركة إلى فتح تحقيق معمق لمعرفة ظروف وقوع الكارثة.
ونقل الضحايا إلى مصلحة حفظ الجثث بعد تفحمهم نهائيا وهو ما صعب من تحديد هوياتهم، إذ تطلب من مصالح الشرطة العلمية إستعمال تقنية الحمض النووي لتحديد هوياتهم بما فيهما طفلان صغيران.
وحسب شهود عيان، فإن الضحايا التصقوا ببعضهم البعض في مشاهد تهز القلوب، نظرا لهول النيران التي حاصرتهم من كل الإتجاهات داخل المركز المنجز بمواد مصنوعة من الحديد والحطب، مما ساهم في امتداد النيران للعتاد والألبسة والأغطية، كما خلف تدافع الهاربين من الأفارقة، إصابات متفاوتة الخطورة في صفوفهم، ولايزال أكثر من 23 جريحا يخضعون للعلاج بمستشفى محمد بوضياف وسط المدينة.
وقالت مصادر مطلعة لـ"الشروق" أن الحادث خلف هلعا كبيرا وسط الأفارقة بسبب الحالة الهيستيرية، التي أصابت عددا كبيرا منهم أثناء محاولة الفرار وسط النيران التي حولتهم إلى جثث متفحمة، في وقت تمكن البعض الآخر من الناجين تحطيم صفائح الحديد الخارجية لمساعدة النساء والأطفال للخروج من دائرة الخطر. علما أن السلطات المحلية كانت بصدد ترحيل أكثر من 100 مهاجر غير شرعي الخميس المقبل، لكن وقوع الحادثة أربك الجميع.