أعلن اليوم في نواكشوط عن إطلاق مركز دولي للوسطية في ختام مؤتمر دولي للوسطية احتضنته العاصمة الموريتانية نواكشوط خلال الأيام الثلاثة الماضية بتنظيم من جمعية المستقبل التي يرأسها العلامة الموريتاني الشيخ محمد الحسن ولد الددو.
وتم الإعلان عن إطلاق هذا المركز بحضور ممثلي أكثر من عشرين دولة إسلامية، وعدد من قادة الحركات والجمعيات الإسلامية، خصوصا المغاربية والأفريقية.
وأعلن المؤسسون عن اختيار الموريتاني خطري ولد حامد -وهو أحد أبرز قادة التيار الإسلامي في البلاد- لتنسيق أعمال هذا المركز الذي أعلن أيضا أن مقره سيكون في نواكشوط.
وقال ولد حامد للجزيرة نت إن مؤسسي المركز يخططون لأن يكون أحد أكبر المراكز والمؤسسات المهتمة بموضوع الوسطية تأصيلا وبحثا وفهما وتطبيقا في العالم الإسلامي، مشيرا إلى أنه بحكم التأسيس والاهتمام سيكون مركزا دوليا.
وأضاف أن من بين أهداف المركز إجراء الدراسات والأبحاث ذات الصلة بموضوع الوسطية، والقيام بالتدريب اللازم لممارسي الخطاب الدعوي الإسلامي، من مدرسي مواد شرعية، وخطباء وأئمة مساجد، فضلا عن الاهتمام بالجوانب الإعلامية لنشر الخطاب الوسطي بين مكونات الرأي العام الإسلامي.
توصيات
ويأتي الإعلان عن مركز الوسطية في إطار جملة من القرارات والتوصيات التي انبثق عنها مؤتمر "الوسطية في الإسلام.. الفهم والتطبيق" التي دارت أعماله على مدى الأيام الثلاثة الماضية، بحضور أكثر من خمسين ضيفا أجنبيا، والعشرات من العلماء والمثقفين الموريتانيين.
وأوصى الملتقى أيضا "بإقامة مثل هذه المؤتمرات في مختلف البلدان الإسلامية وذلك لبيان حقيقة وسطية الإسلام وبعده عن الغلو والتميع، ودمج مصطلحات ومفاهيم الوسطية في المناهج التربوية بالبلدان الإسلامية، مع المعالجة الشمولية للغلو التي تتجاوز شكلية المظاهر إلى عمق الظواهر واعتبار المعالجة الأمنية التي لا يسندها بعد علمي وتربوي وفكري وتصحبها عدالة وحرية مسلكا خاطئا في العلاج".
وشدد البيان الصادر عن المؤتمر على أن الوسطية "ليست مهادنة للأنظمة أو تحاملا علي الشباب بل هي تصحيح للنظر والمفاهيم وتقويم للأداء والسلوك وترشيد للعلاقة مع الأنظمة، تكاملا في الخير ونصيحة في الحق وجهرا بالمعروف عند الاقتضاء".
كما أضاف أحد قادة التيار السلفي الموريتاني محمد أحمد ولد زروق الملقب بالشاعر توصية أخرى تتعلق بفتح حوار بين أبناء الحركات والتيارات الإسلامية، ونقاش آخر يتعلق بمفهوم الوسطية تفصيلا لأنه لا خلاف غالبا في المجملات.
القضية الفلسطينية
ورغم أن المؤتمر كان يبحث موضوع الوسطية، فإن القضية الفلسطينية والتهديدات التي تواجه الأقصى وقطع موريتانيا لعلاقاتها مع إسرائيل حضرت بقوة في جميع جلسات المؤتمر خصوصا الجلسة الختامية.
وقد طالب رئيس رابطة علماء فلسطين وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني مروان أبو الراس بإيلاء القضية ما تستحقه من اهتمام وعناية، مؤكدا أن عودة المسجد الأقصى إلى الأمة مربوطة بعودة الأمة إلى الأقصى، بمعنى أن يظل ثاني الحرمين الشريفين حاضرا في قلب كل مسلم، قبل أن يسدي شكره للشعب وللسلطات الموريتانية على قطعها العلاقات مع الكيان الصهيوني.