لقى أحد الشباب السودانيين المتطرفين،مصرعه في الصومال ،الأسبوع الماضي، على يد حركة الشباب المجاهدين المحسوبة على تنظيم القاعدة، بعد أن فر الى هناك من معتقله بسجن كوبر في الخرطوم قبل تنفيذ حكم بالإعدام صدر بحقه وآخرين في أعقاب إدانتهم بقتل دبلوماسي أميركي.
وأكدت معلومات حصلت عليها "سودان تربيون" السبت أن أسرة الشاب محمد مكاوي إبراهيم - أحد المدانين في قضية مقتل الدبلوماسي الأميركي جون غرانفيل وسائقه السوداني في العام 2008- تلقت نبأ مصرعه بواسطة اتصال هاتفي أفاد المتحدث فيه أن نجلهم لقى حتفه عقب اشتباكات جرت بين مجموعات مسلحة.
وكان مكاوي من العناصر المتطرفة التي جرى التعرف عليها في العام 2007، في ما عرف بخلية (السلمة)،ثم إكتمل تنصيبه أميرا للمجموعة التي اغتالت الدبلوماسي الأميركي جون غرانفبل، وتم توقيف كل المجموعة والحكم علي أربعة من منسوبيها بالإعدام، لكن قبل تنفيذ الحكم هرب بعضهم من سجن كوبر في عملية خططت بدقة بالغة، وتمكن مكاوي من الوصول برفقة زميله مهند عثمان إلى الصومال ،والانضمام الى حركة الشباب المجاهدين المحسوبة على تنظيم القاعدة، وبعدها نعت الأنباء في مايو من العام 2011 رفيق مكاوي مهند عثمان .
وأكد أحد رفقاء مكاوي في تدوينه على الانترنت، دون أن يفصح عن هويته، أن الشاب اغتيل على يد منتسبين لتنظيم القاعدة في الصومال، بعد ان أظهر رغبته في الانسلاخ والانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وقال"عندما بزغ نور الخلافة،وأبت قيادة الحركة أن تنصاع للحق وأن تصلح المسير،أظهر رغبته للحاق بدولة الاسلام ، وما كان يظن أن الحال وصل بحركة الشباب الى هذا القاع من الفساد".
وأشار الى أن الحركة بدأت في ملاحقة مكاوي وآخرين ورفضت الاعتراف بإعلانهم البيعة للدولة الاسلامية، وشرعت في ملاحقتهم والزج بهم في السجون وسط ظروف بالغة السوء.
وأضاف " كان مكاوي احد الذين قررت الحركة حبسهم،ففر منهم الى الغابة مع إخوانه خشية البطش والتنكيل الذي وعدت الحركة به كل من خرج منها".
وتابع "لم يكن يتصور أي مهاجر في الصومال ان يكون جزاء الإحسان القتل،والتشريد لكن في زمان "قاعدة الصومال"كل شئ جائز حتى استحلال دماء من كانوا أركانها".
واعتبر الخبير في شؤون الجماعات الدينية الهادي محمد الأمين ، تطور الخلافات بين حركة الشباب المجاهدين (قاعدة الصومال) والمجموعات التي تبايع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تصعيدا خطيرا بين أطراف النزاع في جبهة القتال بجنوب الصومال .
ولفت في تصريح لـ"سودان تربيون" الى أن الهوة تتسع يوميا بين حركة الشباب الصومالية،والذين أعلنوا انضمامهم لداعش وبايعوها ومن بينهم مكاوي.
وأفاد أن الحركة الأصل رفضت الاعتراف بتنظيم الدولة الإسلامية وتمسكت ببيعتها للقاعدة بزعامة أيمن الظواهري.