قدم أسبوع الفيلم التركي بالجزائر الذي يختتم اليوم الأحد 18 فيلما روت للمشاهد الجزائري تطور تاريخ السينما التركية.
وتنوعت مواضيع الأفلام بين التاريخي والكلاسيكي والاجتماعي والسياسي، وقد عُرضت باللغة التركية، وترجم بعضها إلى العربية والبعض الآخر إلى الإنجليزية والفرنسية.
وعرض 12 فيلما أنتجت ما بين عامي 2000 و2008، وأربعة أفلام أنتجت في تسعينيات القرن الماضي، وفيلم واحد أنتج عام 1987 وآخر في 1977.
وكان افتتاح واختتام التظاهرة بفيلم "أبي وابني" المنتَج عام 2005 للمخرج شاقان إرماك الذي كان ضيف الشرف، وتم تكريمه بلوحة فنية عن القصبة التي تمثل الآثار العثمانية في الجزائر.
ونظم الأسبوع وزارة الثقافة الجزائرية بالتعاون مع السفارة التركية بالجزائر. وقال السفير التركي أحمد نيساتي بيغالي في كلمة الافتتاح إن "أسبوع الفيلم التركي يهدف إلى رفع مستوى التبادل الثقافي بين الجزائر وأنقرة".
ملصق فيلم "أبي وابني" المشارك بالتظاهرة (الجزيرة نت)
خطوة للتقارب
واعتبرت رئيسة جمعية المخرجات الجزائريات باية الهاشمي هذا الأسبوع السينمائي خطوة هامة للتقارب بين السينمائيين الجزائريين ونظرائهم الأتراك. وقالت في حديث خاص للجزيرة نت "تعرفنا على السينما التركية التي بلغت حد الصناعة السينمائية".
وأوضحت أن لقاءها ومجموعة سينمائيين جزائريين مع المخرج إرماك وإحدى المنتجات التركيات، أسفر عن فكرة الإنتاج المشترك للاستفادة من تجربة السينما التركية، مشيرة إلى أن تركيب وتحميض الأفلام في تركيا أقل تكلفة مقارنة مع أوروبا.
وبشأن تسويق الإنتاج السينمائي والتلفزيوني الجزائري في تركيا، قالت المخرجة نادية شرابي إن الأتراك لم يقدموا وعودا بذلك لأن "السوق السينمائية التركية تشهد غزارة إنتاج في ظل أزمة تسويق"، موضحة أن التاريخ المشترك في العهد العثماني وتقارب العادات والتقاليد تمثل مواضيع لأفلام مشتركة.
العقبة الكأداء
وعن مشاكل السينما الجزائرية تتفق شرابي والهاشمي على أن العقبة الكأداء أمام تطور السينما الجزائرية هي التمويل، وما تقدمه وزارة الثقافية لميزانية الفيلم غير كافية.
وألقت المخرجتان اللائمة على الجمهور لأنه لا يهتم بالسينما ويفضل مشاهدة الأفلام في البيت. وأكدت باية الهاشمي على ضرورة "صناعة أفلام تجذب الجمهور لقاعات السينما"، مشيرة إلى أنها تتمنى التعاون مع مخرجات من دول المغرب والمشرق العربي والخليج للنهوض بصناعة سينمائية عربية.
وأظهرت الأفلام المعروضة التغيرات الاجتماعية والسياسية في تركيا ومساحة حرية التعبير التي تعيشها البلاد. وتناولت الأفلام الانقلابات العسكرية في تركيا، وتعذيب سجناء الرأي والبطالة والنزوح الريفي جراء الإصلاحات الاقتصادية وإغلاق المصانع.
وقال محمد طالب الفنون المسرحية إن "التقنية العالية ومساحة حرية التعبير جعلت معالجة موضوعات تهم المواطن على قدر كبير من الواقعية مع فنية عالية".
بدورها عبرت عائشة الأستاذة الجامعية عن إعجابها بالأفلام التي حضرتها، وقالت للجزيرة نت "لاحظنا تطور الحياة في تركيا من خلال السينما التي وثّقت لمراحل تاريخية عاشها الأتراك".
وأضافت أن "مواضيع الأفلام ابتعدت عن المألوف في السينما العربية مثل الحب والخيانة والانتقام، وتطرقت مباشرة إلى هموم الإنسان التركي".