تشهد الحدود البرية بين الجزائر وتونس، هذه الأيام المتزامنة مع العطلة المدرسية الشتوية، حركة غير عادية، للمتوجهين من الجزائر إلى تونس، أو أولئك القادمين في الاتجاه العكسي باتجاه التراب الجزائري، عبر مختلف المراكز الحدودية الممتدة من ولاية الوادي وحتى إلى ولاية الطارف مرورا بإقليم ولايتي سوق أهراس وتبسة.
وتشكلت طوابير طويلة للسيارات أمام بوابات المراكز الحدودية لأغلبية هؤلاء المسافرين الذين حجوا إلى الحدود التونسية من الذين كان همهم الوحيد هو ختم جواز السفر من طرف شرطة الحدود قبل نهاية السنة، للاستفادة من تحويل منحة السفر بالعملة الصعبة في البنوك ثم العودة إلى دخول التراب الجزائري، من دون تكبد أية مصاريف بالعملة الصعبة.
وذلك خاصة في ظلٌ ارتفاع سعر الأورو في السوق الموازية والذي بلغ لأول مرٌة عتبة 180 دينار جزائري للأورو الواحد، وإعادة بيع مبلغ العملة الصعبة المتحصل عليها من حق الصرف بالبنك في السوق الموازية وتوفير ما لا يقل عن 6000 دينار عن كل جواز سفر، حيث سافرت عائلات بأكملها هذه الأيام باتجاه المراكز الحدودية لمضاعفة فائدتها المالية من منحة السفر، ولم تتردد حتى النسوة والعجائز في الحج باتجاه الحدود.
وكان المركز الحدودي بأم الطبول بالقالة ولاية الطارف، أكثر المراكز اكتظاظا بالسيارات والأشخاص الذين كانوا متلهفين لعبور الخط الحدودي، والوصول إلى تونس.
وعلى النقيض من ذلك فقد فضلّت بعض العائلات الجزائرية خاصة تلك المقيمة في بعض الولايات القريبة من الحدود التونسية، استغلال فرصة العروض الترويجية في المركبات السياحية التونسية، لتغيير الأجواء وحجز غرف لهم في تلك المركبات السياحية التي اعتادوا على زيارتها بغرض الاستجمام تزامنا مع العطلة المدرسية الشتوية واحتفالات رأس السنة الميلادية للاستمتاع بالأجواء التي تصنعها بعض الفرق الموسيقية وسط أشكال الديكورات المميزة في المركبات السياحية والفنادق التي تقدم خدمات راقية لا يجدها الجزائريون في أغلب المرافق السياحية بالوطن.